سياسة عربية

"نعرف أنكم تجازفون".. دعم وإشادة بحراك الجامعات الأمريكية من داخل غزة

اتسّعت رقعة المظاهرات المتضامنة مع فلسطين في الجامعات الأمريكية وامتدت إلى دول أوروبية- جيتي
اتسّعت رقعة المظاهرات المتضامنة مع فلسطين في الجامعات الأمريكية وامتدت إلى دول أوروبية- جيتي
لقي حراك الجامعات الأمريكية المناصر للقضية الفلسطينية والداعي إلى وقف حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 211 يوما قبولا وإشادة ودعما من قبل الفلسطينيين والنازحين أنفسهم في قطاع غزة.

وتصاعدت أحداث الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، واعتقلت شرطة مكافحة الشغب العشرات من الأشخاص في جامعة كولومبيا، واشتبكت مع المتظاهرين المؤيدين لفلسطين الذين أقاموا مخيمات في المباني الأكاديمية في مؤسسات أخرى. 

ويسعى الحراك الحالي للضغط على إدارة الجامعات من أجل سحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقات بـ "إسرائيل" أو تدعم المستوطنات وتساهم في الحرب الحالية، وهي حالة قائمة منذ سنوات وحققت العديد من المنجزات، إلا أنها تصاعدت ميدانيا خلال الحرب الحالية.

اظهار أخبار متعلقة


تقول سميرة (24 عاما) التي تعمل في مجال الصحافة الإلكترونية: إن مجرد وجود قمع شديد لهذا الحراك يعكس مدى فعالياته والنتائج الكبيرة التي يحققها وكم الإزعاج والضرر الذي يسببه للاحتلال.

وتضيف سميرة لعربي21 "نحن في شمال غزة ومن خلال مشاهدتنا القيلية لما يحدث في الجامعات حول العالم بحسب توفر الإنترنت، ترتفع روحنا المعنوية بشكل كبير بأننا لسنا وحدنا وأن العالم لم يمل أو يعتاد ما يحدث لنا يوميا من جرائم".

وتوضح أنها كانت مهتمة منذ ما قبل الحرب بما يحدث في هذه الجامعات من حراكات ضمن مجالس الطلاب أو الحركات الطلابية الداعمة لفلسطين، قائلة: "هناك معركة شديدة قائمة منذ فترة، هناك انتصارات وهناك اخفاقات، واللوبي الإسرائيلي يدفع الملايين من أجل كسب هذه المعركة ويؤسس العديد من الجهات والمؤسسات من أجل هذا الهدف".

بدوره، يقول نسيم (23 عاما) وهو يعمل ضمن منصة نشاط إعلامي لدعم المقاطعة والتصدي للتطبيع: إنه "يرى في هذا الحراك الجماهيري الكبير أنه الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في كل أماكن التواطؤ وفي تلك الجامعات على وجه التحديد".

ويذكر نسيم لعربي21 "هؤلاء أن "الأحرار الذين خرجوا من بيوتهم ورابطوا وثبتوا ونصبوا خيام التضامن وهتفوا باسم فلسطين في ساحات الجامعات التي لها علاقة بالاحتلال أثبتوا بحراكهم أن هذا المحتل الذي يتواجد في تلك الجامعات إلى زوال ولن يبقى ما بقي هؤلاء الأحرار ولا مكان للصهيونية".

ويبين أن هذا "الحراك الجماهيري في الجامعات أدى إلى إساءة وجه الاحتلال وصورته التي حاول بناءها وتحسينها على مدار سنوات من خلال بناء علاقاته الثقافية الأكاديمية.. هذه المظاهرات فضحت الاحتلال وفضحت تواطؤ إدارات هذه الجامعات معه".

ويشير إلى أن الضغط الشعبي والطلابي على الإدارة الأمركية يمكن أن يؤدي إلى وقف دعمها المطلق للاحتلال وحربه، وخسارة الاحتلال لصورته وعلاقاته مع الجامعات يمكن أن يضع عليه مزيدا من الضغط لوقف حربه".

من ناحيته، يكشف حسام (33 عاما) أنه حتى قبل الحرب بشهور بسيطة لم يكن يدري كثيرا عما يحدث من معركة رواية بين الاحتلال وبين المناصرين للحق الفلسطيني، قائلا: "أحد أصدقائي يعمل في مجال الإعلام وهو مهتم بالصحافية العالمية، وأرسل لي صفحات حتى أتابعها وعرفني بجهات وفرق تعمل على دعم فلسطين".

وذكر حسام لعربي21 "تعرفت على حركة فلسطين في بريطانيا وكيف تعمل منذ سنوات على اقتحام وإغلاق مصانع شركة إلبيت سيستمز الإسرائيلي التي تصنع الزنانة (طائرات الاستطلاع)، وتعرفت على أزمة حدثت على تطبيق سبوتيفاي بعدما قام بحذف أغنية أنا دمي فلسطيني لمحمد عساف، وغيرها الكثير من الأمور".

اظهار أخبار متعلقة


ويضيف "لذلك أنا ممتن لكل من يناصر القضية الفلسطينية، وأعرف أنهم يجازفون بحياتهم المهنية من أجل ذلك وبفرص عمل جيدة في المستقبل، لذلك أنا أعرف أن ما يفعلوه أكثر من مجرد اعتصام وترديد شعارات الحرية لفلسطين".

أما مصطفى (41 عاما)، فيؤكد أن ما يحدث في الجامعات حول العالم يعكس مدى الوعي بالقضية الفلسطينية، أن كل المحاولات المستمرة منذ سنوات لتغييبها لم تنجح.

ويذكر مصطفى الذي يعمل ضمن مجال تدريب وتطوير مهارات الخريجين الجدد أن الحرب بكل كارثيتها عملت على فضح جرائم الاحتلال بشكل أوضح، وعملت على ترسيخ صورته الهمجية في ذهن العديد من الأجيال الصاعدة التي ترى صورة الصراع لأول مرة.

واتسّعت رقعة المظاهرات المتضامنة مع فلسطين في الجامعات الأمريكية، وامتدت إلى دول أوروبية عديدة، رغم محاولات شيطنتها، ومنعها بالقوة، وهي التي تأتي تزامنا مع تصاعد التهديد الإسرائيلي باجتياح محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ومع ازدياد الأنباء عن "تقدم" في مفاوضات صفقة التبادل ووصف إطلاق النار.


بينما نشرت بيسان عودة (25 عاما)، التي توثق الحرب الإسرائيلية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا تحت عنوان "ثورة الطلاب"، مؤكدة أن هذه الاحتجاجات في جلبت لها "إحساسا جديدا بالقوة والتحمل".



وقالت بيسان في مقطعين جمعا حتى الآن أكثر من 15 مليون مشاهدة: "لقد عشت حياتي كلها في قطاع غزة ولم أشعر بالأمل مثل الآن".


ومنذ 18 نيسان/أبريل تشهد عشرات الجامعات ومنها مؤسسات التعليم العالي المرموقة بالولايات المتحدة الأمريكية، احتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة.

التعليقات (0)