سري سمّور يكتب: العلاقة واضحة وعضوية أيضا؛ فالغرب أقام إسرائيل، وهو اسم له دلالة دينية من زمن بعيد جدا عن زمن النهضة الأوروبية، ودعمَها وهي تستند على ادعاءات تقوم على ذلك الموروث المزعوم، وهو موروث له في حياة المجتمع الإسرائيلي السياسية والاجتماعية حضور كبير يزداد بوضوح كما نعلم.. أليس هذا تناقضا فاضحا، وليس هذا فقط؟ فالغرب سمح لإسرائيل استنادا لحق ديني مزعوم ووعد تاريخي يقوم على التدليس والتزوير؛ بأن تقتل عددا كبيرا من شعب آخر وأن تهجّر أغلبه وتستولي على أرضه
سري سمّور يكتب: المجتمع الإسرائيلي مصبوغ بالعسكرة والأمن وهي في سلم أولوياته، وتحظى مؤسسة الجيش عنده بتقدير وثقة لا تحظى بها أية مؤسسة أخرى مهما كان أداؤها متقدما ومفيدا، لأن الوعي الجمعي الإسرائيلي يستبطن نظرية بل قانونا وجوديا..
في حالة حماس فالوضع أصعب؛ فالمطلوب منها أن يكون سقفها أدنى من سقف خصمها السياسي، لمجرد تحصيل نوع من الاعتراف بها، أيضاً لأنها حركة تحمل أيديولوجيا إسلامية سيطلب منها ربما تنازلات ومواقف كثيرة، محصلتها أن تكون حماس ليست حماس
الاحتلال ليس مستعدا للمواجهة خاصة بريا في هذه المرحلة، والمقاومة تريد بتأجيل المواجهة أن تسمح للناس بالتقاط أنفاسهم، وأن تزيد وتراكم قوتها التي ثبت أنها تتطور نوعا وكمّا بطول فترات الهدوء.. هذه حسابات قائمة وواقعية، ولكن حدثا ما قد يقلب الأمور تماما
التناقضات المرئية في مواقف العلمانيين العرب من أي دولة أو شخصية؛ أكثر وأكبر من أن يحويها المقال، ولكن الخيط الناظم لمواقفهم هو العداء للحالة الإسلامية العامة، ودعم الاستبداد والطغيان، وكل هذا ممزوج بادعاء العداء للإمبريالية والهيمنة الأمريكية
كيف يلتقي التنوير مع تأييد ومجاراة انقلاب عسكري؟ وهل يؤمن العسكر بالشراكة وتداول السلطة؟ لقد أيد القوميون واليساريون و"التيار المدني" ومن كان على نهجهم وفكرهم الانقلابَ العسكري، بل مهدوا له وشجعوا عليه، وتشفوا بشهداء رابعة والنهضة وتبنوا رواية العسكر
أمام تأييد السيسي العلني للتطبيع العربي مع الاحتلال، رأى القوم أن الأفضل حاليا هو الصمت، ولكن أمام هذه الحالة وجبت المقارنة بين تصرفاتكم وأقوالكم أيام مرسي وبين موقفكم الحالي الصامت؛ لأن السيسي لم يترك لكم مجالا ولا ثغرة تتأولونها لتدافعوا عنه أو تزينوا له كما فعلتم بعيد انقلابه.
الإنسان حين يفقد الأمل تتحول حياته في هذه الدنيا إلى حالة من العبث واللاجدوى؛ ونستحضر قول الطغرائي المشهور من شعره... أعلل النفس بالآمال أرقبها**ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل..
في الحالة العربية منذ عقود طويلة تمسك الدولة بأجهزتها ومؤسساتها التي لا فصل بينها(الأمن والقضاء والإعلام) بمسار ومسيرة الأفراد والجماعات التي تعيش تحت كنفها, وكل من حاول العزف خارج السرب تكون المؤسسات التابعة للدولة العربية -بمختلف أقطارها- له بالمرصاد.
الهجاء لم يسلم منه حتى سيدنا رسول الله محمد-صلى الله عليه وسلم-وكثير من الثوار ومن تصدوا للغزاة قد شُتموا ونالت منهم أقلام وألسن، ولكن شتان ما بين هذا وذاك، وما نراه اليوم هو زبد سيذهب جفاء وسيمكث ما ينفع الناس في الأرض.
على الإسلامي الذي ليس ناطقا باسم حزب أو حركة أو حكومة أن يكون الضمير الحي، وأن يمارس الرقابة وأن يكون هو صوت الحق المتحرر من قيود الضرورات التي تلزم غيره..