أن يصل انحدار الرئيس الأمريكي إلى حد المطالبة علنا بدفع مقابل إذا أرادت دول المنطقة بقاء قواته في سورية، فهذا سقوط أخلاقي وقيمي ما بعده سقوط، والأفضل ألف مرّة أن لا يتم الرد عليه من قبل المعنيين وتركه يتصرف كما يشاء، وإذا كان هناك مقابل يجب أن يدفع فيجب أن يدفع من أجل الإسراع بخروجه، طالما أن القوّة الأمريكية أصبحت معروضة لمن يدفع فسيكون ضررها اكبر بكثير من نفعها.
لم يكتف نظاما بشار الأسد وعبد الفتاح السياسي بكل صنوف الكذب لمحاربة حق شعبيهما بالحرية والكرامة، بل راحا يجربان ابتداع طرق وأساليب جديدة، في سياق حربهما النفسية الشرسة ضد شعبي البلدين، بهدف إقناعهما بأن التمرد لم يعد مجدياً وأن عليهما أن يستسلما لأقدارهم
?أن تدعو روسيا مجلس للانعقاد من أجل مناقشة مذبحة الغوطة، التي تشكل قواتها عنصراً أساسيا فيها، فهذا ليس له معنى سوى الاستهتار بالعقل البشري وبالضحايا الذين تريد روسيا شكواهم إلى مجلس الأمن الدولي!
مشكلتنا في الشرق الأوسط لا تنحصر بالمناخ وحده، بل باندماج الكوارث البيئية بالفساد وسوء الإدارة والظلم والقهر، بما يجعل الحياة صعبة وفوق طاقة الشعوب على احتمالها.
تشكّل أجهزة المخابرات في العالم العربي إحدى أهم آليات الاستبداد وإعادة إنتاجه، من خلال اختراقها للدولة والمجتمع، ومحاولة إخضاعهما بشكل كامل، عبر التحكم بمختلف المجالات والقطاعات
بما أن بذرة فناء كل نظام تنبت من داخله، فإن الأرجح أن غالبية الأنظمة العربية ستكون مقبلة في المرحلة التالية على صراعات داخلية تفتتها وتنهي حقبتها الكارثية
يمكن الوصول إلى حل سياسي؟ ومع من؟ إذا كان هذا النمط من الاجتماعات واللقاءات يهدف بالفعل صناعة تسويات، هل مع المحتلين والتفاوض معهم على استقلال البلاد ورفع أيديهم عن مصادر ثرواتها ومواقعها الجغرافية؟ أم مع النظام الوكيل للحصول على الحقوق السياسية والاقتصادية وسواها؟
حال المراوحة في المنطقة باقية لأجل طويل، وقد تتكيف جميع الأطراف مع حالة الصراع المضبوط بدرجة كبيرة ولا تنزلق إلى حرب ساخنة، إلا في حال وقوع أحد الأطراف في خطأ تقديري أو حصول حادث خارج عن السيطرة
تشكّل الجغرافية أحد المعوقات التي تحول دون إمكانية تحقّق الدولة الكردية، فهي دولة حبيسة لا منافذ بحرية لها وتعتمد على دول الجوار من أجل الوصول للعالم الخارجي في تصريف منتجاتها وإستيراد حاجاتها
في مثل هذه الحروب، غالباً ما تقوم الأطراف الدولية الكبرى بإدراج رغبات اللاعبين المحليين، وحتى الإقليميين، في ذبل إهتماماتها لحظة إجراء الترتيبات النهائية للأوضاع بعد نهاية الحرب
كل ما سبق، لم يكن سوى إطار جرى رسمه بدقة، لعبة مصمّمة بمهارة لينجو نظام الأسد من عقاب المذبحة الكبرى بحق السوريين، وليحقق شعار جعل السوريين ينسون الثورة لمئة عام قادمة.