تبلورت الفكرة في حملة التطبيع المحمومة والتي تعمّدت الصدمة وإظهار عاطفة مفرطة نحو "إسرائيل"، وأخيراً في قمة النقب، التي هي بحسب وزير خارجية "إسرائيل" يائير لبيد، "بناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي"
قراءة للمعطيات في الواقع كما هي، وبالاستفادة من التاريح الكفاحي للفلسطينيين، بمعنى أنها تعطي الحالة الكفاحية الجارية وزنها المقدّر دون أن تبني عليها توقّعات أضخم ما تزال مفتقرة للشرط الموضوعي اللازم، أمّا المفاجآت فهي دائماً محتملة، لكن ما نملكه لنراه ونحلله ونبني عليه هو الواقع
بالرغم من الطابع التجريدي لهذه المقالة، فلا شك أنّها كتبت بدافع من السجالات التي تلت زيارة رئيس كيان العدوّ لتركيا، وكنتُ قبل ذلك بأسبوعين كتبت مقالة بعنوان "عن التطبيع التركي.. والخلط بين الموقف والتحليل" أحاول فيها مناقشة بعض ما أتوقع أنه سيقال بعد الزيارة..
الشيء غير الطبيعي الذي ينغّص هذه الحياة، هو الاحتلال وسياساته. أما أنماط المواجهة فهي محكومة بظروفها التاريخية وشروطها الموضوعية، وتبقى من مسؤوليات القوى المنظّمة العمل على تغيير تلك الظروف والشروط، لجعل عملية المواجهة أقل صعوبة، وأكثر قدرة على دمج أوسع للجماهير والشرائح الشعبية، وأكثر كلفة للاحتلال
تجري مقارنات مع مظاهر العنصرية في بلادنا، تستبطن تفوّقًا غربيًّا، لأنّها لا تلاحظ السياقات العامّة، من كون ما يغلب من العنصرية في بلادنا هو مسلكي غير ممأسس ثقافيًّا، وفي كثير منه نتاج دولة تشكّلت في سياق استعماري، وسياسات رسمية لأنظمة تابعة لذلك السياق.
قضية التطبيع إذا كانت مبدئية فينبغي ألا تتغيّر حدّة الموقف منها بحسب تغيّر صاحب السياسة إزاءها، فالموقف من صاحب السياسات تحكمه عوامل متنوعة واعتبارات متعددة، لا سيما في زمن الرداءة العامّة وضيق الخيارات
في بيئاتنا الاجتماعية المحيطة العديد من المآسي الناجمة عن أصناف من هذا الظلم، بعضها خفي، وخفاؤها قد ينطوي على دليل السلبية وقصور التآلف غير الاستعراضي، وهي بذلك أوسع من ظلم الدولة وجنودها، وتقع حتى في الجماعات المظلومة
قيادة السلطة بدورها ستمضي في طريقها، ومن المرجّح أن تُستدعى منظمة التحرير لشرعنة أي ترتيبات متعلّقة بالسلطة، مما سيكرّس واقعاً يفوق في سوداويّته كل ما سبق. ومثل هذا لا يواجه ببيانات التنديد ومجرّد المقاطعة، ولا بإعادة تدوير مقترحات المصالحة، وإنما بخطوات عملية جريئة وشجاعة ومخلصة
مهما كانت سياسات الأنظمة العربية المتحالفة مع "إسرائيل"، فإنّ للمقاومة الفلسطينية مسؤولية تجاه شعوب المنطقة بعدم توفير الخدمة المجانية لدعاية تلك الأنظمة، التي تروّج لسياساتها بشيطنة الفلسطينيين وتقديمهم أعداء لتلك الدول ولشعوبها..
لكل من الفريقين، أهدافه في الاستجابة للدعوة الجزائرية، فالسلطة معنيّة بتمويل جزائري محتمل أو موعود، وحماس معنية بتطوير علاقاتها الإقليمية والعربية، وفتح بوابات جديدة تخفّف من وطأة حصارها، ومحاولات عزلها..
من يلاحظ الموت من هذه المعاني، فإنّه يتضاعف لديه الحسّ الأخلاقي الدافع لإعادة صياغة حضوره في موقع أعمّ وأوسع من ذاته وطموحاته، وبقدر ما للموت من دور فوقيّ في مجرى حركة الإنسان والتاريخ، فإنّ فيه دعوة لتعزيز الفعل الإنساني، الذي هو العامل الأهمّ..
طلب الاعتراف من الأقوى، بعد دخول اللعبة بشروط الأقوى، سيفضي إلى هذه النتيجة، فالأقوى سيطلب المزيد من التنازلات دون وجود ضمانات كافية لأن يقدّم بدوره الأثمان المطلوبة للأضعف، وهو ما يظهر في التجربة الفلسطينية عموماً..
هذه المرحلة تتداخل فيها المحاولات المنظّمة مع المحاولات الفرديّة، إلا أنها لا تفضي إلى فعل ظاهر الشِدّة، ولكن إلى أعمال كثيرة ومتنوّعة، حتى لو كانت أقلّ شدّة، ولكنّها قد تكون الأنسب..
الأفق الوطنيّ والسياسيّ العامّ يتحكم فيه العديد من الفاعلين، بما يجعل المنافذ فيه محدودة، بينما يفترض بالأفق الخاصّ، الداخليّ، أن يكون أكثر إتاحة لممكنات المراجعة، وإعادة النظر، وذلك في ما يتعلق بالبنى التنظيمية وأدوات العمل وحدود الإنجاز والتكاملية والاستثمار الأقصى للكفاءات..