قضايا وآراء

حياة الفهد في مرمى العنصرية والتطبيع

حبيب أبو محفوظ
1300x600
1300x600
على طبق من ذهب، من حيث تدري أو لا تدري قدمت الممثلة الكويتية حياة الفهد خدمة كبيرة للمشروع الصهيوني في فلسطين، من خلال بطولتها في مسلسل "أم هارون"، الذي يحكي قصة طبيبة يهودية في أربعينيات القرن الماضي، والتحديات التي واجهت أسرتها، والجالية اليهودية في الكويت ودول الخليج، وبالتالي فهو يحمل رسائل مبطنة عن اليهود ومعاناتهم.

المسلسل من حيث المبدأ ينسف بكثير من المغالطات، والأخطاء التاريخية والسياسية، أصل الرواية العربية المجمع عليها في الصراع مع الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين، وكأنه يبرئ ساحة العدو في احتلاله لفلسطين دون مسوغ أو سبب جوهري سوى الاستمرارية في عجلة التطبيع العربي، والهرولة نحو الحضن الصهيوني.

الخطير أن مسلسل "أم هارون" يعطي للاحتلال مبررا في إعادة تهجير الفلسطينيين من بلادهم تنفيذا لـ"صفقة القرن" الأمريكية، تماما كما حصل مع اليهود الذين عاشوا في عدد من الدول العربية، وتم تهجيرهم بالقسوة بعد ذلك، بحسب القائمين على المسلسل الكويتي.

المضحك المبكي مع بطلة المسلسل حياة الفهد أنها وقبل أيام على عرض مسلسلها كانت قد أثارت الجدل بتصريحاتها العنصرية ضد العمالة الوافدة في الكويت (نسبة كبيرة من بينهم عرب)، بسبب تفشي فيروس كورونا في بلادها، مطالبة برميهم في الصحراء، في حين أنها تجلب تعاطف الناس عبر غرس مفهوم التعايش مع اليهود الذين عاشوا في الخليج، في تناقض غير سوي مع النفس البشرية.

المسلسل تم تصويره بالكامل في دولة الإمارات، ويعرض على قناة MBC  السعودية، ومخرجه هو المصري محمد العدل، في ثلاثية يتضح من خلالها المعنى الحقيقي المراد من المسلسل، لا سيما وأن المخرج المصري كان قد أخرج قبل عام مسلسل "حارة اليهود"، والذي أثار جدلا واسعا حينها.

من المهم تسليط الضوء على الجهة التي جلبت مخرج العمل المصري محمد العدل، رغم اعترافه في منشور له على "فيسبوك"، بأنه لا يشاهد الأعمال الخليجية مطلقا، وقال في المنشور: "أخرجت السنة دي مسلسل كويتي، أنا عارف طبعا إن إحنا كمصريين عموما مش بنتابع الأعمال الخليجية، أنا نفسي قبل ما أعمل المسلسل مكنتش اتفرجت على أي مسلسل خليجي".

وبالتالي ما الذي دفع مخرجا لا يتابع الأعمال الخليجية، وينتقص منها، للموافقة على إخراج مسلسل كويتي؟! سؤال أترك إجابته للقارئ اللبيب، إلا أن من المفيد القول إن خطورة مسلسل "أم هارون" ينبع في أنه عمل درامي يخاطب شرائح واسعة من الناس على اختلاف أجناسهم وأعمارهم، وهو بذلك يسعى لترويض عقولهم لتقبل فكرة التعايش مع المحتل، والوقوف إلى جانب الجلاد طالما أنه كذلك بسطوته وقوته، وتحميل الضحية جريرة ضعفه ونكباته.

مشكلتنا ليست مع حياة الفهد، فهي ربما لا تعرف كثيرا في السياسة وتعرجاتها، والتطبيع ومخاطره، المهم أن نبحث جميعا عن تلك الأيادي التي تمسك الحبال (دون أن تظهر) لتراقص الدمى، وكشف هوية أصحابها لإخراجهم من دائرة الغموض، إلى مربع كشف المستور.
التعليقات (1)
Jordan the hope
الخميس، 18-11-2021 01:02 م
حياة الفهد قامت بدور تمثيلي فقط. البعض وليس الجميع سمسر وباع الأرض لليهود ثم أخذ يلعن العرب لأنهم لم يعيدوا له وطنه. أيها أكثر دجلا ونفاقا. سئم الامه كلها من امنتهنوا الكتابه وليست ذات الشوكه. انتظروا انا منتظرون.