سياسة دولية

واشنطن بعد هجمات دامية في كابول: سنواصل التدخل جوّيا

معارك ضارية للسيطرة على مدينة جنوبية وسط مطالبات حكومية للمدنيين بمغادرتها- تويتر
معارك ضارية للسيطرة على مدينة جنوبية وسط مطالبات حكومية للمدنيين بمغادرتها- تويتر

أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة ستواصل توجيه ضربات جوية دعما للقوات الحكومية في أفغانستان، بعد هجمات دامية شهدتها العاصمة كابول.

 

وشكلت طبيعة التدخل الأمريكي في أفغانستان في مرحلة ما بعد الانسحاب العسكري من هناك مثار جدل وتكهنات على مدار الأشهر الماضية، فيما سبق أن تحدثت أنباء عن توصيات من البنتاغون للبيت الأبيض بمواصلة التدخل جوا دعما لكابول، وسط مخاوف من سقوطها خلال أشهر قليلة أمام زحف طالبان.

 

والثلاثاء، قال مسؤولون في الشرطة الأفغانية إن سيارة ملغومة انفجرت في كابول، وأعقب ذلك إطلاق نار متقطع قرب "المنطقة الخضراء" الشديدة التحصين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وثلاثة مهاجمين.

 

وقالت واشنطن على الفور إن الهجوم، الذي استمر لساعات، يحمل "بصمات" حركة طالبان، معربة عن قلقها من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.

 

وبعد يوم من الصمت، قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن الحركة استهدفت مقر إقامة بسم الله محمدي القائم بأعمال وزير الدفاع، مساء الثلاثاء، مشيرا إلى أن اجتماعا مهما كان منعقدا هناك في ذلك الوقت.

 

 

ونجا محمدي من الهجوم، لكن الواقعة تمثل تدهورا في الوضع الأمني بالبلاد وعلامة على أن العاصمة تواجه خطر العنف مع سيطرة الحركة المسلحة على مساحات واسعة من الأراضي.


واستهدف الانفجار منطقة شديدة التحصين بالعاصمة التي لم تشهد في الأسابيع الأخيرة ذلك النوع من العنف الذي يعصف بأجزاء أخرى من البلاد.

 

وفي تفاصيل الهجوم، قال مسؤول أمني أفغاني إن الانفجار نجم على الأرجح عن سيارة ملغومة وكان يستهدف على ما يبدو منزل القائم بأعمال وزير الدفاع ومنزلا مجاورا لعضو في البرلمان.


وقال متحدث باسم شرطة كابول إنه تم إنقاذ 30 مدنيا من موقع الانفجار.

 

 

واستمر التوتر في كابول حتى صباح الأربعاء، إذ قالت الشرطة الأفغانية إن انفجارا قرب منشأة دفاعية بالعاصمة أسفر عن إصابة مدنيين اثنين ومسؤول أمني.


وجاء الانفجار قرب مبنى مديرية الأمن الوطني، دون أن تتبنى أي جهة المسؤولية عنه.

 

اقرأ أيضا: مخاوف من وقوع وثائق "حساسة" بيد طالبان غرب أفغانستان

 

وفي واشنطن، أكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، أن الولايات المتحدة تستمر بمراقبة أنشطة "طالبان" في أفغانستان، مضيفا أن "الوضع الأمني لا يزال يثير القلق".


وأضاف أن الولايات المتحدة "تمتلك الصلاحيات والقدرات لمساعدة القوات المسلحة الأفغانية على الأرض بالضربات الجوية".


وقال: "نعترف بأننا نوجه الضربات، وسنستمر بتوجيهها من أجل دعمهم".

 

معركة حاسمة في الجنوب

 

وفي الجنوب الأفغاني، يستعد الجيش الحكومي، الأربعاء، لشن هجوم مضاد لطرد حركة طالبان من مدينة لشكركاه، وسط مطالبات للسكان بمغادرتها، لتجنيبهم نيران الطائرات.

واستولت حركة طالبان في الأشهر الثلاثة الأخيرة على مناطق ريفية شاسعة ومعابر حدودية رئيسية خلال هجوم خاطف باشرته مع بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي ينبغي أن ينجز بحلول 31 آب/ أغسطس.

وبعدما لاقت مقاومة خفيفة في الأرياف، انتقلت حركة طالبان قبل أيام للتركيز على المدن الكبرى محاصرة عدة عواصم ولايات. ولا تزال هذه المدن تحت سيطرة الجيش إلا أن سقوط إحداها سيخلف أثرا معنويا مدمرا للسلطة.

ودعا الجنرال سامي سادات كبير ضباط الجيش الأفغاني في جنوب البلاد في رسالة مسجلة بثها عبر وسائل الاعلام، السكان الثلاثاء، إلى مغادرة المدينة تحسبا لهجوم مضاد للقوات الحكومية.

وقال: "نناشدكم مغادرة منازلكم في أقرب وقت ممكن. سنواجه (المتمردين) وسنقاتلهم بشراسة" متوعدا "ألا يبقى أي عنصر من حركة طالبان على قيد الحياة".

 

ومنذ الثلاثاء، تبث حركة طالبان عبر حساب المتحدث باسمها، ذبيح الله مجاهد، أنباء ومشاهد لعمليات قصف، قال إنها تستهدف منشآت مدنية، متهما كابول بارتكاب جرائم حرب.

وتتواجه حركة طالبان منذ أيام عدة مع القوات الحكومية قرب قندهار أيضا في جنوب البلاد وفي هرات في الغرب، ثاني وثالث أكبر مدن البلاد.

وأعلنت سلطات ولاية هرات الثلاثاء أن القوات الأفغانية استعادت مناطق عدة في ضواحي عاصمة الولاية من حركة طالبان التي كانت تقدمت في الأيام الأخيرة إلى مشارف المدينة.

 

 

 

التعليقات (0)

خبر عاجل