صحافة دولية

الغارديان: أندية الدوري الإنجليزي غاضبة من صفقة نيوكاسل

مخاوف حقوقية في بريطانيا بسبب ملف السعودية الخاص بحقوق الإنسان والقرصنة - جيتي
مخاوف حقوقية في بريطانيا بسبب ملف السعودية الخاص بحقوق الإنسان والقرصنة - جيتي

تسعة عشر ناد آخر توحدت في معارضتها للاستحواذ على نيوكاسيل


الأندية قلقة من أن سمعة الدوري الممتاز قد تتضرر


قالت صحيفة " الغارديان" البريطانية؛ إن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، غاضبة من استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد، ودعت لاجتماع طارئ.

وأمطرت الأندية الغاضبة الدوري الممتاز بالشكاوى حول الاستحواذ على النادي، وتدفع باتجاه عقد اجتماع الأسبوع المقبل.

يفهم أن الأندية التسعة عشر الكبيرة الأخرى موحدة في معارضتها للسماح لمجموعة شركات سعودية بشراء مايك آشلي، وتطالب بمعرفة ما الذي تغير حتى يتم الترحيب بالصفقة، ولماذا لم تحط علما مسبقا بذلك؟

مطلب الاجتماع الطارئ لا يتعلق بالسعي لإعاقة عملية الاستحواذ – فقد فات الفوت –، وإنما هو تعبير عن السخط الذي يعتمل في النفوس، بحسب الصحيفة.

وتابع التقرير: "لقد عبرت الأندية عن قلقها من أن سمعة الدوري الممتاز قد تتضرر؛ بسبب استحواذ صندوق الاستثمار العام في المملكة العربية السعودية على حصة قدرها 80 بالمائة من أسهم نيوكاسيل، على الرغم من أن البعض سيستهجن ذلك إذا ما أخذنا بالاعتبار هوية الملاك الآخرين في الدوري. وكانت منظمات حقوق الإنسان قد انتقدت بشدة الصفقة، خاصة أن صندوق الاستثمار العام – وهو صندوق الثروة التابع للدولة – يقع في قبضة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

وأشار إلى أنه لا مفر من أن وصول مجموعة جديدة من الملاك من أصحاب المليارات سوف يزعج الأندية، التي ترى في الأفق تحول نيوكاسيل إلى ناد منافس جدا، واحتمال أن ينجم عن ثراء سانت جيمز بارك تضخم في رسوم انتقال اللاعبين وفي أجورهم.

وتلقى المدير التنفيذي للدوري ريتشارد ماسترز ورئيس مجلسه غاري هوفمان الشكاوى من الأندية التي لم يكن لديها فكرة عن أن الاستحواذ على نيوكاسيل كان على وشك الحصول على الموافقة. كان قد اقترح بادئ ذي بدء في آذار/مارس 2020، إلا أن مجموعة الشركات سحبت عرضها بعد أربعة شهور، وسط مخاوف متنامية من أنها ستخفق في تجاوز اختبار ملاك ومدراء الدوري الممتاز.

لم يكن الموضوع على جدول أعمال آخر اجتماع للمساهمين عقد قبل أسبوعين. وكان الدوري فعليا قد قطع الطريق على الصفقة في العام الماضي. وقيل في الأسبوع الماضي في محكمة استئناف على التنافس للنظر في النزاع بين آشلي والدوري؛ إن إجراءات التحكيم لاتخاذ قرار بشأن القضية من المقرر أن تبدأ في الثالث من كانون الثاني/يناير.

 

اقرأ أيضا: رسم ساخر لـ"التايمز" عن شراء السعودية لنيوكاسل.. وتفاعل

يقال إن الأندية علمت من خلال وسائل الإعلام يوم الأربعاء عن الاستحواذ الوشيك، وتلقت تأكيدا من الدوري عبر رسالة إلكترونية في الخامسة والثلث من مساء يوم الخميس. وكان ذلك هو الوقت نفسه الذي أصدر فيه الدوري بيانا صرح فيه أن الصفقة تم إبرامها، وأنها "حصلت على ضمانات ملزمة قانونا بأن المملكة العربية السعودية لن تتحكم بنادي نيوكاسيل يونايتد".

وأكدت الصحيفة أنه "ما من شك في أن الدوري سيشير إلى أن أمورا تتعلق بالسرية والإجراءات القانونية، حالت دون الإفصاح عن التطورات في موضوع نيوكاسيل. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم من خلال التصويت بين الأندية إجازة اختبار ملاك ومدراء الدوري الممتاز".

وكان محامي الدوري آدم لويس قد صرح بأن الصفقة كانت ستمضي قدما، إلا أن أحدا لم يتوقع أن تتم بهذه السرعة. قال لويس: "إذا ما قرر التحكيم بأنه لا يمكن للمملكة العربية السعودية أن تكون مديرا، فإن المعاملة ستمضي قدما بدون الحاجة إلى تطبيق اختبار ملاك ومدراء الدوري الممتاز".

منذ ذلك الحين رفعت المملكة السعودية الحظر الذي كان مفروضا على بي إن سبورت القطرية، ووعدت بإغلاق مواقع القرصنة التي تعرض مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم داخل البلد. والأهم من ذلك أنها تمكنت من إقناع الدوري أن الدولة لن تتدخل في الإدارة اليومية لشؤون نادي نيوكاسيل. إلا أنه ثمة قلق شديد داخل النادي إزاء ما إذا كانت ستفي بما تعهدت به.

كما أثار الاستحواذ على نيوكاسيل ردود فعل داخل الوسط السياسي. رغم أن حزب العمال قال إن الصفقة سوف تزعج الكثيرين من المشجعين، إلا أنه لم يطالب بوقفها، وطالب بدلا من ذلك بوضع نظام ضبط جديد في أسرع وقت ممكن. سوف يكون ذلك في الأغلب قائما على التقرير حول إدارة كرة القدم، الذي تعده حاليا هيئة يترأسها عضو البرلمان عن حزب المحافظين ووزير الرياضة السابق تريسي كراوتش.

قالت وزيرة الرياضة في حكومة الظل أليسون مكغوفيرن: "في آخر المطاف نحن أمام إخفاق ذريع في الطريقة التي تدار بها شؤون كرة القدم. ولقد طالب حزب العمال منذ سنين بتعيين منظم مستقل حازم، ونرجو أن يترتب على نشر تقرير كراوتش مثل هذا الإجراء، الذي تأخر كثيرا".

أما مكتب رئيس الوزراء وكذلك وزارة الثقافة والإعلام والرياضة، فقد نأيا بنفسيهما عن الأمر وصرح المسؤولون بأن الأمر يعود إلى الدوري الممتاز، وأنه نظرا لأن بريطانيا تتاجر مع المملكة العربية السعودية، فلن يكون سويا منع استحواذها على ناد لكرة القدم.

التعليقات (0)