صحافة دولية

NYT: في نيوكاسل غطى الغناء على الأسئلة الصعبة

سميث: هناك قابلية للتكيف تأتي مع عدم وجود بوصلة أخلاقية- جيتي
سميث: هناك قابلية للتكيف تأتي مع عدم وجود بوصلة أخلاقية- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفي روي سميث قال فيه إن أحد مشجعي نادي نيوكاسل وقف مرتديا ثوبا أبيض على كرسي خارج حانة شيرر بالقرب من حديقة سانت جيمز [حيث يقع استاد النادي] وكان يقود جوقة متمايلة. قاموا بترديد جميع الأغاني الجديدة في كتاب أغاني نيوكاسل يونايتد: أغنية حول كون النادي أغنى من مانشستر سيتي، وأخرى تشكك في هوية باريس سان جيرمان، وأخرى حديثة: "Saudi Mags/Magpies" وتعني "غربان العقعق"، وهو اللقب الذي يطلق على نادي نيوكاسل ومشجعيه.

وبينما كانت أصواتهم تدوي على طول ستروبري بليس، واكتسبت زخما مع انضمام المزيد للغناء، اقتربت مجموعة من الرجال يرتدون الكوفية. كان أحدهم يلف علم السعودية على كتفيه. وكانت صورة أخرى تحمل صورتين: واحدة للملك سلمان والأخرى لمحمد بن سلمان، ولي عهد البلاد والحاكم الفعلي.

ومع أنه لم يتم التأكد من أن الرجل الذي يحمل الصورة هو شخص سعودي فعلا، فقد أراد أعضاء الجوقة مصافحة الشخص وأخذ صورة. بعضهم أومأ بالشكر. وبعد ذلك، وهم يحملون كؤوس الجعة البلاستيكية، استأنفوا الغناء بصوت أعلى وأكثر ابتهاجا من ذي قبل.

كان هذا، بشكل ما، اليوم الذي أصبح فيه كل شيء حقيقة. مضى على استحواذ شركة نيوكاسل من قبل كونسورتيوم يهيمن عليه صندوق الاستثمارات العامة - صندوق الثروة السيادية للدولة السعودية الذي يرأسه محمد بن سلمان - أكثر من أسبوع، لكنها ظلت حتى يوم الأحد شيئا لم يكن موجودا إلا من الناحية النظرية.

كان بمثابة بيان صحفي. لقد كان مقطع فيديو مُدارا على خشبة المسرح للممولة أماندا ستافيلي وزوجها مهرداد قدوسي، وهما شريكان في الحصة الأصغر من الصفقة تم تنصيبهما - أو نصبا نفسيهما – الوجهين العامين للنادي، حيث التقيا بشكل محرج باللاعبين في منشأة تدريب النادي. لقد كان شيئا قد حدث على الورق وفي الأوراق، ولكن لم يتجسد بعد.

فقط مع اللعبة الأولى في العصر الجديد يمكن أن يتغير ذلك. ليس لأن نيوكاسل، فجأة، سيكون فريقا جيدا بشكل خاص: سيظل اللاعبون محدودون، الفريق هش، المدرب لا يزال غير محبوب، الترتيب لا يزال أكثر من مشؤوم بعد الهزيمة 3-2 أمام توتنهام.

سوف يتغير ذلك لأن ستافيلي وقدوسي، وعلى وجه الخصوص ياسر الرميان حافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ورئيس مجلس إدارة نيوكاسل الجديد، سيكونون حاضرين في سانت جيمس بارك. حينها فقط سينزلق هذا المستقبل الجديد، ذلك المستقبل الذي انتظره مشجعو النادي لأكثر من عقد من الزمن، من النظري إلى شيء ملموس.

هذه هي مهارة كرة القدم العظيمة، بالطبع، قدرتها على الانحناء والالتواء والتكيف مع أي واقع جديد. فليس هناك قصة غريبة جدا بحيث لا يمكن صياغة نصها الجارف اللامتناهي، ولا يوجد حد للتعليق الطوعي لعدم التصديق، ولا يوجد خط في الرمال، ولا شيء خارجا عن المعقول.

أكبر ناد في العالم ينهار من الداخل بسبب غطرسته؟ مؤامرة دامت سنوات لتغيير وجه الرياضة.. تم تدميرها في 48 ساعة؟ مجرد يوم ثلاثاء عادي. أحد أكبر صناديق الاستثمار في العالم يشتري ناديا يوظف جولينتون من أجل تلميع صورة الأوتوقراطية القمعية؟ حسنا ولم لا؟

هناك قابلية للتكيف تأتي مع عدم وجود بوصلة أخلاقية. لا تستطيع كرة القدم فقط تحمل أي تطور، بغض النظر عن مدى احتمال حدوثه، بل يمكنها أيضا أن تفعل ذلك في غضون ساعات، وتحول ما كان لا يمكن تصوره في السابق إلى.. هذه هي الطريقة التي كانت تجري بها الأمور دائما في غضون 90 دقيقة. وإلا فكيف يمكن للدول القومية استخدام الدوري الممتاز كمسرح بديل لاستراتيجياتها الجيوسياسية.

ومع ذلك، فإنه في سانت جيمس بارك بعد ظهر يوم الأحد، كان من المستحيل الهروب من غرابة المشهد بأكمله، حتى لو كان الواقع بسيطا. كان هناك أطفال في الخارج يلبسون أغطية رأس ارتجالية. كان هناك شبان يرفعون العلم السعودي على أكتافهم. كان هناك الرجال في الجلباب، تملق للمالكين الجدد على شكل استيلاء ثقافي.


ثم، الأغرب على الإطلاق، حيث قام مشجعو نيوكاسل الأطول عمرا والأطول معاناة برفع راية التحدي – كما يصفها المغني المحلي جيمي نيل ووصفه لهذه المدينة بأنها "مدينة عظيمة" – وقاطعت مكبرات الصوت في الملعب لتطلب من الحاضرين "ترحيبا جورديا حارّا" بالرميان، [الجورديون هم سكان مقاطعة تاينسايد حيث تقع نيوكاسل].

كواحد، نهض المشجعون واستداروا لمواجهة صندوق المدراء وهم يهتفون ويصفقون لمدة 20، 30 ثانية. لطالما أضفت نيوكاسل طابعا رومانسيا على أبطالها، ربما أكثر من غيرهم: إنه نادٍ يحمل ذكريات جاكي ميلبورن وكيفن كيغان وآلان شيرر في جميع الأوقات.

هناك لافتة معلقة في المدرج الشرقي بالملعب، تعرض اقتباسا وصورة لشخص آخر من هؤلاء الأبطال: بوبي روبسون، المدير السابق المحبوب. [ما يجعل] النادي يعمل، "هو الضجيج، إنه العاطفة، الشعور بالانتماء".

هذا هو بالضبط ما اشترته السعودية من نيوكاسل. هذا هو بالضبط سبب شرائها لنيوكاسل: حتى يحصل مبعوثها على هذا النوع من الاستقبال الذي قد يحصل عليه شيرر أو كيغان بالكاد بعد أسبوع من ارتباطه بالنادي.

في النهاية، كان هناك عنصر واحد فقط بقي مألوفا بشكل مطمئن: اللعبة نفسها. تولى نيوكاسل زمام المبادرة بعد دقيقتين فقط، وانصهر سانت جيمس بارك في فوضى عارمة، قبل أن يتلاشى ببطء مؤكد عن الأنظار.

توتنهام هوتسبير، من المفترض أن يكون هنا كضيف فقط في حفلة المضيف، سجل ثلاث مرات في الشوط الأول متأخرا بعد انهيار مشجع في المدرج الشرقي بالملعب. كان على اللاعبين استدعاء المساعدة من الطاقم الطبي لنيوكاسل عندما أصبح من الواضح أن الوضع خطير. تم الإعلان عن نقل المؤيد إلى المستشفى.

كان هناك القليل من المزاج للابتهاج بعد ذلك. ساد الهدوء في الاستاد، هدوء شبه تأملي، واستيقظ الجمهور للمطالبة بطرد المدير ستيف بروس، على الفور. هناك حدود، كما يبدو، حتى لعاطفة نيوكاسل. كانت هذه المباراة رقم 1000 لبروس كمدرب. إنه من نيوكاسل، ودعم الفريق منذ كان طفلا.

يوم الأحد، سُخر من طيور العقعق في الملعب. لقد حدث هذا كثيرا هنا، خلال السنوات القليلة الماضية. إنه ذلك الذي يأمل المشجعون في الهروب منه؛ إن قدرة مجموعة الملكية الجديدة على توفير مستقبل أفضل هي التي أقنعت البعض بارتداء ملابس تنكرية [ثيابا وأغطية رأس]، وللغالبية اختيار غض الطرف عن سبب رغبة السعودية في شراء فريق كرة قدم في الدوري الإنجليزي الممتاز. إنهم سعداء لكونهم Saudi Mags، الآن، ليتحملوا أي قدر من الغرابة على أمل واقع أكثر ثراء وأفضل.

0
التعليقات (0)