سياسة عربية

الحديث عن "الهوية الجامعة" في الأردن يثير جدلا.. ما وراءه؟

الأردن- جيتي
الأردن- جيتي
أثارت توصيات اللجنة الملكية، لتحديث المنظومة السياسية حول ما أسمته "الهوية الوطنية الجامعة"، جدلا واسعا، في مجتمع يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين ولاجئين من دول أخرى.

اللجنة التي شكلها العاهل الأردني بغية الإصلاح السياسي، قالت في توصياتها إنها تهدف للوصول إلى "سيناريو" توافقي حول تحديث المنظومة الانتخابية، وأبرزها: "تعزيز الهوية الوطنية الجامعة، حماية وحدة المجتمع الأردني وتماسكه، والتمثيل العادل لفئات المجتمع الأردني ومناطقه كافة".

وأثارت التوصية ردود فعل واتهامات بمحاولة "تكريس فكرة الوطن البديل" الأمر الذي نفته اللجنة، التي أوضحت على لسان نائب رئيسها ووزير الشؤون السياسية والبرلمانية موسى المعايطة، أن "الهوية الوطنية الجامعة أساسها سيادة القانون ومساواة الجميع أمام القانون، لافتا إلى أن التنوع داخل المجتمع مهم جدا في تطور الدولة".

هواجس ما يسمى بـ"اليمين الأردني" -كما يطلق عليهم خصومهم-، عبر عنها شخصيات تحت وسم "#الهوية_الجامعة_ مرفوضة"، محذرين من "إذابة الهوية الأردنية" ومحاولة "إذابة الهوية الفلسطينية" كمقدمة لـ"الوطن البديل".

ويرفض الصحفي الأردني، سهم العبادي، من تيار ما يطلق عليه "الوصفيون الجدد"، مفهوم الهوية الجامعة، معتبرا أن هذا الطرح في هذا التوقيت "غير موفق"، وقال لـ"عربي21"، "المادة السادسة من الدستور نصت على أن الأردنيين أمام القانون سواء، فلا حاجة لمصطلحات جديدة".

وتابع: "بعض الشخصيات التي تبنت هذا الطرح، حتى تكون هذه الهوية ابتداء من المئوية الثانية للدولة الأردنية، بمعنى أن ننسى التاريخ الأردني الكامل بالسابق، ومحوه من ذاكرة الأجيال، الهوية الجامعة مصطلح فضفاض يتستر خلفه الكثير من الأشخاص لتمرير مخططات مشبوهة كالتوطين، وإلغاء الهويات الفرعية والعشائرية، هذا المصطلح وجد لحذف تاريخ الأردن قبل مائة عام، هذا المصطلح مشبوه، لم نسمع أن هنالك دولة في العالم جددت هويتها".

 

اقرأ أيضا: مسؤولان سابقان يطرحان معضلة الديموغرافيا والإصلاح بالأردن

بدوره انتقد نائب رئيس مركز كارنيغي، مروان المعشر، وزير الخارجية الأردني الأسبق، مروان المعشر، مهاجمي الهوية الوطنية الجامعة، متسائلا: "لا أفهم أين المشكلة في الهوية الوطنية الجامعة؟ ما نقيض الهوية الجامعة.. هل هي الهوية المتفرقة الفرعية!".

وقال لـ"عربي21"، "عندما نتكلم عن هوية جامعة نتحدث عن سيادة القانون على الجميع وتحتفي بكافة مكوناتها، ولا تقبل أن تطغى هوية على أخرى نحن مجتمع متعدد من مكونات مختلفة، الهوية الوطنية الجامعة تعني أن كل من يحمل رقما وطنيا هو أردني يسري عليه القانون، وهذا لا يعني إلغاء الهويات الفرعية، لكن لا تطغى هوية على أخرى".

وحسب المجلس الأعلى للسكان يستضيف الأردن نحو 57 جنسية مختلفة من اللاجئين، يشكلون نحو 31 في المائة من عدد السكان، ويعتبر الأردن المستضيف الأكبر للاجئين الفلسطينيين الذين يحمل العدد الأكبر منهم الجنسية الأردنية.

تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن الأردن يستضيف السوريين أكثر الجنسيات عدداً، ويبلغ عددهم نحو مليون و300 ألف، فيما يأتي العراقيون في المرتبة الثانية بنحو 131 ألفاً، والفلسطينيون بنحو 634 ألفاً (لا يحملون رقما وطنيا).

عضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، قيس زيادين، يرى أن "من انتقد مفهوم الهوية الجامعة لم يتناول المصطلح بشكل كامل الهوية الوطنية الأردنية الجامعة، والتي تشير إلى أن الجميع ممن يحملون الجنسية الأردنية أمام الوطن سواء، وما يميز شخصا عن آخر هو ما قدم للوطن لا أصوله وعائلته ودينه وجنسه، ونتكلم عن مختلف أصولنا ومنابتنا، ويخرج علينا تيار غريب من حسابات وهمية تخلط ملف التجنيس والتوطين بالهوية الوطنية بشكل مقصود".

وتابع: "هذا لا يعني عدم الفخر بأصولنا لكن في نهاية المطاف أنا أردني، لا يوجد ربط بين هذا وبين الوطن البديل نحن نتكلم عن مواطنين يجمعهم هوية أردنية، الملك عبد الله الثاني قال ألف مرة لا للوطن البديل، واليوم لا نستطيع بناء وطن والإصلاح خلف الهويات الفرعية".

يشار إلى أن الملك عبد الله الثاني، قرر في حزيران/يونيو الماضي تشكيل لجنة لتحديث المنظومة السياسية، برئاسة رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، وعضوية 92 شخصية من أطياف مختلفة؛ لتحديث قوانين الانتخاب والأحزاب والإدارة المحلية والتعديلات الدستورية المرتبطة بها.

وفي مقابل وسم #الجامعة_مرفوضة، غرد ناشطون وسياسيون مؤيدون لمفهوم الهوية الجامعة تحت وسم الهوية_الجامعة إلا أن البعض ذهب أيضا لربط مفهوم الهوية الجامعة بما طرحه رجل الأعمال الأردني حسن اسميك في مقاله بصحيفة الفورين بوليسي حول ضم الأردن للضفة الغربية كحل للقضية الفلسطينية:


التعليقات (0)