سياسة عربية

"النهضة" التونسية تتحدث عن استهداف أحد قياداتها بمواد حارقة

النهضة: أنصار قيس سعيد اعتدوا على قيادي في الحركة وهددوه بالقتل
النهضة: أنصار قيس سعيد اعتدوا على قيادي في الحركة وهددوه بالقتل

كشفت حركة "النهضة" التونسية النقاب عن تعرّض أحد قادتها إلى هجوم من أطراف موالية للرئيس قيس سعيّد استخدمت فيه مواد قابلة للاشتعال.

وقالت حركة النهضة في بيان لها اليوم إنها "تندّد بالاعتداء الشنيع على الكاتب العام المحلي للحركة بالعلا السيد سيف الدين الرزڨاني، إذ هاجمه شخص عرف أنه من أنصار قيس واعتدى عليه وعلى ممتلكاته. وبلغ الأمر إلى حدّ أنه رشه بمواد قابلة للاشتعال مهدّدا إياه بالقتل، زيادة على وابل من بذيء الكلام وسبّ الجلالة".

واعتبرت الحركة أن "هذه الحادثة وما سبقها والخطابات المشحونة بالعنف الصادرة خاصة عن ما يسمى بالحشد الشعبي والتنسيقيات هي نتيجة طبيعية لما يصدر عن الرئاسة من خطابات التخوين والتجييش، بلغت أوجها في تحريض جزء من التونسيين على بعضهم كما ورد في اجتماع أول أمس الخميس 28 تشرين الأول (أكتوبر) من دعوة خطيرة للتطهير".

وأعلنت النهضة، أنها تقدّمت بقضية ضد المعتدي على رئيس مكتبها بمدينة "العلا" سيف الدين الرزڨاني وعلى من خطّط معه أو حرضه على هذا الاعتداء الشنيع.

 

ولم تصدر من الجهات الرسمية أو الموالية للرئيس قيس سعيد حتى كتابة هذا التقرير أي ردود فعل حول هذه الاتهامات. 

وأهابت بكافة المواطنين عدم مجاراة دعوات الفتنة والاحتراب أيا كان مصدرها، والتزام الاحترام ومقتضيات العيش المشترك، والاحتكام إلى القانون وإلى القضاء كلّما دعت الحاجة. 

على صعيد آخر استنكرت "النهضة" "ما يتعرض له المساعدون البرلمانيون من تنكيل وتجويع بعد قطع جراياتهم، على غرار ما فُعِل بنواب الشعب، بما حرمهم وعائلاتهم حتى من حق العلاج.. وتطالب بوضع حد لهذه المظلمة".

وجدّدت "النهضة" رفضها المبدئي لمحاولات هيمنة رئاسة الجمهورية على كل السلط تنفيذية وتشريعية وقضائية وتقويض أسس النظام الجمهوري الديمقراطي القائم على الفصل بين السلط والتوازن بينها وتعاونها ضمانا لوحدة الدولة والمجتمع وحماية الديمقراطية والحقوق وتثبيتا للعدل والمساواة. 

ونبهت إلى خطورة المحاولات الرئاسية المتكررة للضغط على السلطة القضائية ومؤسساتها وعلى رأسها المجلس الأعلى للقضاء، وأكدت أن إصلاح القضاء مسار تنهض به المؤسسات القضائية وتعضدها السلطة التشريعية بالقوانين والسلطة التنفيذية بتوفير المستلزمات والظروف وباحترام استقلال القضاء، وليس بمحاولات التدخل فيه للتطويع أو التوظيف. 

كما أعلنت رفضها لما قالت إنه "سياسة الضغوط المسلطة على أصحاب الرأي المخالف وتوظيف بعض الهيئات التعديلية، للتضييق على حرية التعبير، ومن ذلك غلق بعض المؤسسات الإعلامية كقناة نسمة وقناة الزيتونة وتهديد قناة حنبعل بما يحيل عددا كبيرا من الصحفيين والفنيين والعاملين على البطالة بدلا من تسوية وضعياتها في كنف احترام القانون وحرية الإعلام"، وفق تعبير البيان.

وحذّرت "النهضة" من تصاعد وتيرة الإجراءات الرامية إلى تكريس الحكم الفردي المطلق بعد إلغاء الدستور والبرلمان ومساعي تطويع القضاء بالتوازي مع الإصرار على نشر خطابات تقسم التونسيين وتُحرّض بعضهم على بعض وتقوّض الأسس التي جمعت التونسيين وعلى رأسها ثقافة المواطنة والوحدة الوطنية واحترام القانون وتحكيم القضاء واعتماد الحوار بديلا عن العنف والإقصاء".

 



وكان الرئيس التونسي قد دعا خلال رئاسته لاجتماع الحكومة الأسبوعي أول أمس الخميس، من وصفهم بـ"الوطنيين الصادقين" إلى تطهير البلاد من "كل من عبث بمقدرات الدولة والشعب"، وفق بيان الرئاسة التونسية.

 



وأثارت دعوة قيس سعيّد، موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بتونس حيث اتهم عدد من النشطاء الرئيس بمحاولة جر البلاد إلى حرب أهلية معتبرين خطابه تهديدا للدولة.

وتعيش تونس إحدى أكبر أزماتها السياسية منذ إعلان قيس سعيد في 25 تموز/ يوليو الماضي تجميد اختصاصات مجلس النواب وعزل الحكومة وتعويضها بأخرى غير مصادق عليها من قبل البرلمان، فضلا عن تعطيل غالبية مواد الدستور وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية.

 

إقرأ أيضا: قيس سعيد يثير جدلا بدعوته "الشعب" إلى "تطهير" البلاد


التعليقات (1)
شريف أبو خديجة
السبت، 30-10-2021 01:52 م
أنا مع الديمقراطية طولا وعرضا، إنما ما يسمى بالمجتمع الدولي وهي عادة الدول الغربية غضت الطرف عن إنقلاب قيس سعيد ولم نجد من يستنكره بجدية ولا من يكيل له بالوعيد والويل والثبور وقطع المساعدات عنه، وسبقه إنقلاب السيسي الذي سال فيه الكثير من دماء الأبرياء ويتعاملون معه اليوم وكأنه لم يُقدِم على جريمة في حق الديمقراطية، واليوم نجدهم يستنكرون إنقلاب عبدالفتاح البرهان مع ما يرافق ذلك من التهديد بقطع المساعدات، وقد طلب بالفعل الرئيس الأمريكي من الكونجرس باحياء العقوبات التي فرضوها على السودان في عام 1997م!!!؟. إن مصداقية العالم الغربي تتآكل وسياسة الكيل بمكالين واضحة وضوح الشمس، حيث كان ينبغي إما أن يستنكر جميع أنواع الإنقلابات إنتصاراً صادقاً للديمقراطية أو أن يغض الطرف عنها جميعا. عاشت الديمقراطية في الوطن العربي، ولا نامت أعين الجبناء