سياسة عربية

تحقيق: فرنسا ساعدت مصر بضرب مدنيين بالصحراء الغربية

الانتهاكات جاءت في إطار مهمة سيرلي الفرنسية في الصحراء الغربية بمصر- الجيش المصري
الانتهاكات جاءت في إطار مهمة سيرلي الفرنسية في الصحراء الغربية بمصر- الجيش المصري

كشف تحقيق استقصائي عن تواطؤ الاستخبارات الفرنسية مع الجيش المصري في توجيه ضربات جوية ضد المدنيين في مصر بين عامي 2016 و2018.


وقال موقع التحقيقات الاستقصائية "ديسكلوز"، إنه حصل على مئات الوثائق الرسمية الفرنسية السرية التي تكشف عن انتهاكات ارتكبت خلال عملية عسكرية سرية لفرنسا في مصر.


وذكر الموقع أن الوثائق، التي ظلت سرية بموجب لوائح "سرية الدفاع الوطني" الفرنسية، صادرة عن مكاتب الرئاسة وقصر الإليزيه ووزارة القوات المسلحة الفرنسية وجهاز المخابرات العسكرية الفرنسي.


وقال إن تلك الوثائق التي حصل عليها من مصدر فضل عدم الكشف عن هويته تظهر الانتهاكات التي ارتكبت خلال مهمة "سيرلي" التي نفذتها المخابرات الفرنسية في مصر وبدأت في شباط/ فبراير 2016 تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.


وبحسب "ديسكلوز"، فإن مهمة "سيرلي" التي تم إخفاؤها عن الجمهور، قد انحرفت عن مسارها الأصلي، وهو مراقبة الأنشطة الإرهابية، لصالح حملة من عمليات الإعدام التعسفي من قبل دولة مصر، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ مكتب الرئاسة الفرنسية بها باستمرار لكنه لم يحرك ساكنا.


ولفت الموقع الاستقصائي إلى أن مهمة سيرلي كانت بدايتها عند إرسال فريق فرنسي سرا إلى منطقة الصحراء الغربية في مصر، يتكون من أشخاص؛ 4 جنود و6 عسكريين سابقين يخدمون الآن في القطاع الخاص، بينهم طياران و4 محللي أنظمة.

 

اقرأ أيضا: هآرتس: قمع السيسي "الوحشي" سيستمر رغم إلغاء الطوارئ

وقال إن المهمة من حيث المبدأ كان هدفها مراقبة منطقة الصحراء الغربية لتحديد أي تهديد إرهابي محتمل قادم من ليبيا.


وأضاف: "من الناحية النظرية، يجب فحص البيانات التي تُجمع ومقارنتها، من أجل تقييم حقيقة التهديد وهوية المشتبه بهم. لكن سرعان ما أدرك أعضاء الفريق الفرنسي أن المعلومات الاستخباريّة المقدمة للمصريين، تُستخدم لقتل مدنيين يُشتبه في قيامهم بعمليات تهريب".


وأوضح الموقع أن الشكوك الأولى لأعضاء الفريق بدأت بعد شهرين فقط من مهمتهم، كما يتضح في تقرير صدر عن الاستخبارات العسكرية الفرنسية بتاريخ 20 نيسان/ أبريل 2016، حيث أبلغ ضابط الاتصال للبعثة رؤسائه أن المصريين يريدون "تنفيذ عمليات مباشرة ضد المهربين"، وأن مكافحة الإرهاب لم تعد بالفعل أولوية.


وبحسب الوثائق التي حصل عليها "ديسكلوز"، فإنّ "القوّات الفرنسيّة كانت ضالعة في ما لا يقلّ عن 19 عملية قصف ضدّ مدنيّين بين العامين 2016 و2018"، وأن العمليات تلك دمرت عدة سيارات وتسببت بسقوط مئات الضحايا.


بدورها، قالت وزارة الجيوش الفرنسيّة لوسائل إعلام محلية، مساء الأحد، إنها طلبت فتح تحقيق بشأن المعلومات التي نشرها ديسكلوز، بحسب ما نقل موقع قناة "فرانس 24" الفرنسي.


وأضافت أن "مصر شريك لفرنسا، ونقيم معها علاقات في مجال الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في خدمة الأمن الإقليمي وحماية فرنسا".


تجدر الإشارة إلى أن مصر تعد أحد المُتلقّين الرئيسيّين للمعدّات العسكريّة الفرنسيّة.


وقد تعزّزت هذه المبيعات بشكل كبير مع وصول عبد الفتاح السيسي إلى السلطة عام 2014، من خلال بيع مقاتلات رافال وفرقاطة وأربع طرّادات وناقلتي مروحيات "ميسترال"، وفق فرانس 24.

 
التعليقات (2)
كمين الواحات
الأربعاء، 24-11-2021 02:18 ص
فرنسا شريك رئيسى للعسكر فى مصر بالحرب على (الإرهاب) منذ وقوع الانقلاب على حكم الإخوان فى يوليو / تموز عام 2013 م ! فقد أدى سقوط نظام المخلوع الهالك / حسنى مبارك فى مصر ، و نظام الدجال الهالك / معمر القذافى فى ليبيا إبان ثورات الربيع العربى عام 2011 م ، و انهيار الرقابة الأمنية على الحدود البرية الطويلة بين مصر و ليبيا ، و التسرب الواسع للسلاح من مخازن جيش القذافى المنتشرة على إمتداد الصحراء الليبية إلى ازدهار نشاط التهريب ، و تجارة السلاح عبر الحدود المصرية - الليبية ، و بخاصة المتجهة إلى الجهاديين فى سيناء و قطاع غزة الذين يستهدفون الكيان الصهيونى و أعوانه ! و قد جاء تأسيس جماعات (أنصار الشريعة) المنتمية لتيار " السلفية الجهادية " فى شرق ليبيا بعد سقوط حكم القذافى لتتخذ عمليات تهريب السلاح أهدافا أكثر وضوحا و تهديدا لحكم العسكر ، تمثلت فى تسليح الخلايا الجهادية النائمة داخل العمق السكانى لمصر فى وادى النيل و دلتاه ، إلى جانب الجهاديين المنتشرين فى صحراء مصر الغربية ! فجاءت (عملية الكرامة) التى أطلقها عميل الاستخبارات المركزية الأمريكية " خليفة حفتر " فى مايو / آيار عام 2014 م لتكون نقطة البداية فى قطع طريق تهريب السلاح القادم من ليبيا إلى مصر ، و لتنال دعما واسعا من القاهرة و باريس ! وقد حاول " السيسى " بالتعاون مع واشنطن تنفيذ مشروع أمنى لاعتراض طرق التهريب برا عبر صحراء مصر الغربية ، و ذلك عن طريق استقدام و نشر وحدات من الدوريات الحدودية المتحركة التى تراقب الحدود البرية الطويلة بين الولايات المتحدة و المكسيك ، لكن ذلك المشروع انتهى نهاية كارثية فى سبتمبر / أيلول عام 2015 م حين اصطدمت تلك الوحدات بتشكيلات لتنظيم " داعش " فى صحراء مصر الغربية ، حيث قصفها الدواعش قصفا مدفعيا عنيفا ، قبل أن تقوم الطائرات الحربية المصرية بدورها بقصفها عن طريق الخطأ نتيجة لضعف التنسيق المعلوماتى ، و الإتصال بين الجانبين أثناء العملية ، ثم جرى لاحقا الترويج إعلاميا لتلك الحادثة على أنها استهدفت " سياحا مكسيكيين " ضلوا طريقهم فى صحراء مصر الغربية ! و بعد وقوع تلك الكارثة استقر رأى العسكر فى مصر على التعاون الاستخبارى مع فرنسا من خلال الاستطلاع الجوى بالطائرات التجسسية الحديثة لدى الفرنسيين ، و القادرة على اعتراض المحادثات الهاتفية عبر الهواتف الخلوية ، و الإتصالات عبر الأجهزة اللا سلكية ، و تحديد هويات المتحدثين على الأرض من خلال قاعدة بيانات هائلة و محدثة للبصمات الصوتية الخاصة بالمتحدثين بالعربية !!! و بحسب التقرير الفرنسى فإن عملية " سيرلى " انطلقت فى شهر فبراير/ شباط عام 2016 م من قاعدة " مرسى مطروح " العسكرية غرب البلاد ، و أن أغلب المهربين الذين تعرضت مركباتهم للقصف الجوى بمساعدة الفرنسيين كانوا ينحدرون من أبناء محافظة مطروح التى يعيش أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر ، و يعانى شبابها من البطالة ، و مثلت الأرباح المادية المرتبطة بالتهريب عبر الحدود مصدر رزق وافر لهم ! و رغم أن السلطات المصرية تبالغ كثيرا فى أعداد من قامت بتصفيتهم من المهربين حين تضعهم فى حدود 40 ألف شخص ، و ذلك كى تبتز دعم القوى الكبرى الداعمة للحرب على (الإرهاب) إلا أن 5 بالمئة أو أقل من ذلك الرقم الهائل كفيل باستعداء قطاع واسع من شباب مطروح ضد الجيش ، و تعاونهم مع الجماعات الجهادية ضد النظام ! و قد مثلت مذبحة " كمين الواحات " التى هلك فيها زمرة خبيثة من مجرمى الأمن الوطنى على أيدى الجهاديين بطريق الواحات البحرية فى شهر أكتوبر / تشرين أول عام 2017 م نقطة إخفاق واضحة للفرنسيين القائمين على عملية " سيرلى " ، و عجزهم عن أداء مهمتهم الرئيسية المتعلقة بالحرب على (الإرهاب) ، الأمر الذى دفع العسكر فى مصر للاستعانة بروسيا لمطاردة الجهاديين فى الصحراء الغربية ، فاستخدم الروس الطائرات بدون طيار فى تصفية من بقى من الجهاديين بعد مغادرتهم موقعهم ! و قد كشف متحدث مقرب من جماعة " أنصار الإسلام " - التى أعلنت مسؤوليتها عن عملية الواحات - فى إصدار إعلامى بعنوان : ( الواحات - الكمين القاتل ) أن الجهاديين يصولون و يجولون فى صحراء مصر الغربية بحرية تامة ، و يعقدون الاجتماعات التنظيمية مع أنصارهم فى غياب تام للوجود الأمنى ، و دون أن تنجح تقنيات الاستطلاع الحديثة فى رصد مواقعهم أو تحركاتهم !
عبد الله السعيد
الإثنين، 22-11-2021 08:11 م
بالتاكيد الخنازير تتشابه و تنحاز لبعضها