سياسة دولية

دبلوماسيون: الـ48 ساعة المقبلة مهمة لمحادثات الاتفاق النووي

الملف النووي الإيراني
الملف النووي الإيراني
اعتبرت الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني، أن الأيام المقبلة ستسمح بتقييم "جدّيّة" الإيرانيين وباتخاذ قرار بشأن مواصلة المحادثات.

وحذّر دبلوماسيون من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الثلاثاء، من أنه "إذا لم يظهر (الإيرانيون) لنا أنهم ملتزمون جدّيًّا بهذا العمل، فستكون هناك مشكلة".

وأضاف الدبلوماسيون أن "الساعات الـ48 المقبلة ستكون بالغة الأهمية".

وبعد توقف استمر خمسة أشهر، استأنف الدبلوماسيون الاثنين، محادثات إحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2018، في خطوة أثارت غضب إيران وفزع الدول الأخرى الأطراف، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.

وأبلغ الدبلوماسيون، وهم من ترويكا الاتحاد الأوروبي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الصحفيين بأن هناك ضرورة ملحة للتوصل سريعا إلى نتائج في مجال إحياء الاتفاق، لكنهم لا يريدون فرض مواعيد نهائية مصطنعة.

بعد الاجتماع الرسمي الذي عُقد الاثنين، بدأت مجموعات خبراء الثلاثاء مناقشة مسألة العقوبات الأمريكية الحساسة، قبل التطرّق الأربعاء إلى الشقّ المتعلّق بالتزامات طهران النووية بموجب الاتفاق.

وإذ أعلن منسّق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا الذي يرأس المفاوضات أنه متفائل بعد الاجتماع الافتتاحي، فقد بدا الدبلوماسيون الأوروبيون أكثر حذراً. فقال أحدهم: "لا تنفّسنا الصعداء ولا شعرنا بأن كارثة قد حلّت".

وأعرب الدبلوماسيون عن أملهم في أن تكون لديهم "بحلول نهاية الأسبوع صورة أوضح"، مشيرين إلى احتمال "توقف" المفاوضات في حال غياب التقدم. وأضافوا أنه "سيكون قد حان الوقت لإعادة النظر في النهج الدبلوماسي، لكننا لسنا في هذه المرحلة بعد".

وبموجب اتفاق 2015، قلصت إيران برنامجها لتخصيب اليورانيوم اللازم لإنتاج مادة انشطارية لصنع قنبلة نووية. ومقابل ذلك، فقد نص الاتفاق على تخفيف العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على طهران. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية دون سواها.

ومن المهم أن توافق إيران على استئناف المحادثات من حيث توقفت بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي أسفرت عن انتخاب الرئيس المناوئ للغرب إبراهيم رئيسي، لأن من المرجح أنه إذا بدأت المحادثات من الصفر أن تستغرق وقتا أطول.

واتخذ كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني موقفا غامضا، مشيرا إلى أن كل شيء نوقش في الجولات الست السابقة من المحادثات بين نيسان/ أبريل وحزيران/ يونيو ما زال مفتوحا للنقاش.

وقال باقري للصحفيين: "ما نوقش في الجولات الست السابقة في فيينا تمخض عن مشروع وليس اتفاقا. والمشروع خاضع للمفاوضات".

ومضى قائلا: "لا اتفاق على شيء إلى أن يتم الاتفاق على كل شيء. وبالتالي فإن كل ما تم التوصل إليه في جولات المحادثات السابقة يمكن التفاوض عليه".

تل أبيب تضغط

من جهة أخرى دعا وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، الثلاثاء، أثناء لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تشديد" العقوبات على إيران وتسليط "تهديد عسكري موثوق" لمنعها من تطويرها السلاح النووي.

وقال في بيان أعقب اللقاء الذي يأتي بعيد استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا، إنه "يجب عدم رفع العقوبات عن إيران، بل تشديدها. ويجب أن نسلط تهديدا عسكريا موثوقا على إيران".

وأضاف أن "هذا هو السبيل الوحيد لوقف سباقها نحو السلاح النووي. هذا السباق مستمر، ولم يتوقف مع المحادثات في فيينا".

من جهته، أفاد قصر الإليزيه بأن الرئيس إيمانويل ماكرون ناقش الثلاثاء مع يائير لابيد "الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط، ولا سيما ما يتعلق بالجوانب الأمنية".

وأضافت الرئاسة الفرنسية أنه تمت مناقشة "تعميق العلاقات الثنائية بين فرنسا وإسرائيل"، إضافة إلى تحركات فرنسا "لصالح استقرار المنطقة" و"تطور الأوضاع في الشرق الأوسط".
0
التعليقات (0)