صحافة إسرائيلية

تقديرات إسرائيلية: اعتداءات المستوطنين ستشعل الضفة الغربية

ساند: اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين بدأت منذ عام 1891- تويتر
ساند: اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين بدأت منذ عام 1891- تويتر

في الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات الفلسطينية في الضفة الغربية ردا على انتهاكات جنود الاحتلال وممارسات المستوطنين، صدرت تقديرات أمنية إسرائيلية تعبر عن خشيتها من إقدام المستوطنين على تنفيذ عمليات دامية ضد المدنيين الفلسطينيين، الأمر الذي قد يتسبب بإشعال الأوضاع الأمنية في المناطق الفلسطينية.

تتحدث التقديرات الأمنية الإسرائيلية عن وجود معلومات أولية من داخل أوساط المستوطنين عن إمكانية تنفيذهم لعمليات تخريبية ضد الفلسطينيين ومنشآتهم ومنازلهم ومزارعهم، ومن بينها حرق سيارات ومبان، والضرب بالهراوات، ورشق بالحجارة، بجانب وجود عوامل أخرى يمكن أن تشعل المنطقة، قد تتسبب بها محاولات الفلسطينيين للانتقام من أي هجمات عدوانية قد ينفذها المستوطنون.

نير دفوري وأوهاد حمو المراسلان الإسرائيليان في الأراضي الفلسطينية لـ"القناة 12"، ذكرا في تقرير مشترك ترجمته "عربي21" أنه "في ضوء سلسلة الهجمات الفلسطينية التي وقعت في الأسابيع الأخيرة، تخشى المؤسسة العسكرية أن يؤدي عنف المستوطنين ونشطاء اليمين ضد الفلسطينيين إلى نقل الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية إلى أبعد من ذلك، لا سيما في ضوء تصاعد التوترات الميدانية بين الفلسطينيين من جهة، والجيش والمستوطنين من جهة أخرى".

وأضافا أنه "بالإضافة لتنفيذ العمليات الفلسطينية الأخيرة، يرصد الجيش وجهاز الأمن العام- الشاباك، اندلاع أعمال احتجاجات ميدانية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية تخللها إلقاء الحجارة والمتفجرات على قوات الجيش ومركبات المستوطنين، التي ردت بإطلاق النار، فضلا عن شن حملات اعتقالات عديدة في أوساط الشبان الفلسطينيين، سواء المشتبهين بتنفيذ عمليات هجومية، أو المشاركين في إلقاء الحجارة وزرع العبوات الناسفة، وباقي أشكال المقاومة الشعبية التي تشهدها مدن مختلفة من الضفة الغربية".

تتزامن التحذيرات الإسرائيلية من هجمات دامية ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين مع صدور تصريحات إسرائيلية تتهم المستوطنين بالتسبب بإشعال الوضع الأمني، وكان آخرها تصريح وزير الأمن الداخلي عومر بارليف الذي اعتبر أن المستوطنين يمارسون عنفا كفيلا بتفجير الظروف الميدانية مع الفلسطينيين، مما حدا بهم لأن يقوموا بالرد على هذه الاعتداءات من خلال عمليات طعن ودعس وإطلاق نار، وهناك مخاوف إسرائيلية من توقع استمرار هذه الهجمات في الأيام المقبلة.

ورصد جيش الاحتلال 15 حادثة ضد فلسطينيين في الأيام الثلاثة الماضية فقط، شملت حالات حرق مبنى، وحرق سيارة، وإلقاء الحجارة، واقتحام منزل، والضرب بالهراوات، واستخدام غاز الفلفل، وما إلى ذلك، وفي إحدى الهجمات العدوانية أصيب سائق شاحنة فلسطيني في رأسه بحجر ألقته مجموعة من المستوطنين اليهود في منطقة شوماش.

من الواضح أنه لفترة طويلة لم يكن هناك مثل هذا العنف الاستيطاني ضد الفلسطينيين، لكن عندما يكون الهواء مشبعًا بكمية كبيرة من بخار الوقود، وهي المفردة التي تستخدمها أجهزة أمن الاحتلال للإشارة إلى توتر الوضع الأمني، فيمكن حينها أن يكون لهذه الأعمال العدوانية من المستوطنين ضد الفلسطينيين تأثير مدمر، ويفهم الجيش وجهاز الأمن العام أنه إذا لم يتوقف "الزيت الإضافي المتسرب في النار"، فسيكون من الصعب للغاية وقف التصعيد القائم من المستوطنين ضد الفلسطينيين.

وفي ذات السياق قال المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند، إن "المستوطنين اليهود منذ ما يزيد عن مائة عام، وتحديدا عند العام 1891، وفي بدايات الوجود الاستيطاني اليهودي على هذه الأرض، وهم يتعاملون مع العرب بالعداء والقسوة، ويعتدون عليهم دون مبرر، ويضربونهم بشكل مهين، بدون سبب، بل إنهم يتباهون بفعل ذلك، ولم يكن هناك من يستطيع وقف تيار هذا الاتجاه الدنيء والخطير".


وأضاف ساند في مقال بصحيفة "هآرتس" ترجمته "عربي21" أن "هذا السلوك العدواني ولّد لدى المهاجرين اليهود في حينه تغييرا مفاجئا في ميلهم نحو الاستبداد، كما يحدث دائمًا لـ"العبد الذي يصبح ملكًا"".

وأكد ساند أن "الضفة الغربية اليوم لم تعد من أملاك الإمبراطورية العثمانية، كما كان الأمر في حينه منذ ما يزيد عن قرن من الزمان، لكنها لا تزال نفس الأرض، نفس التلال، ونفس القرى تقريبًا، وبالطبع مع أحفاد نفس العرب".

وأشار إلى أن "صراع المستوطنين اليهود مع جيرانهم الفلسطينيين والعرب لم يبدأ في عام 1967 أو عام 1948، بل بدأ مع بداية الاستيطان الصهيوني في نهاية القرن التاسع عشر، حين اقتلع المستوطنون الأوائل أنفسهم، وتركوا بلدانهم الأصلية نتيجة لظاهرة كراهية اليهود".

يذكر أن ساند هو مؤلف كتاب "اختراع الشعب اليهودي"، الذي سعى فيه لإثبات أن اليهود ليسوا أمة قومية من أصل عرقي مشترك، بل مزيج من جماعات مختلفة تبنت اليهودية.

التعليقات (0)