قضايا وآراء

ياسر جلال والاختيار ولعنة عقوق الأم

عصام تليمة
1300x600
1300x600

يقوم الفنان ياسر جلال بأداء دور البطولة في مسلسل الاختيار3، والملاحظ أنه في معظم حلقات المسلسل كلما جاء مشهد للمرأة، وبخاصة الأم، رأينا مبالغة وإقحاما للمشهد، وكأن على رأس الشخصية التي يجسدها ياسر جلال بطحة من هذه الناحية، كما أننا نرى المسلسل يتعمد تشويه الرئيس الشهيد محمد مرسي، وإن كانت التسريبات التي نشرت عنه إلى الآن، تأتي بنتيجة عكسية لما يرغبون فيه، فتظهره رجلا قويا لا ضعيفا.

المسلسل ليس له هدف سوى تشويه الثورة والإخوان والإسلاميين، والرفع من شأن هذه السلطة التي جاءت بالانقلاب العسكري، ولأن الناس شهود على معظم أحداث المسلسل فمن الصعب لدى الكثيرين تصديق ما يتم تصديره للناس، فمعظم ما يراه الناس يؤمنون جازمين من داخلهم أنه تجميل للنظام بالكذب.

بداية من رأس السلطة، وانتهاء بضباط الشرطة والأمن الوطني، وكأنهم ملائكة بأجنحة، وتحقيق مع المتهمين في مكاتب فخمة، لا تمت للواقع بصلة، حيث يعلم كل من دخل هذه الأماكن، أو سمع عنها دون دخولها يعرف ما يدور بداخلها جيدا من تعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان بداية من أبسطها، وانتهاء بقتله.

 

هي لعنات تطارد صاحب الجريمة، ويظل يحوم حولها دائما، شأن المجرم في كل مكان وزمان، ويظن أن الناس لا تنتبه لذلك، وأنه يغطي على الجريمة، وهناك جرائم يعجل لصاحبها في الدنيا بعقابها، منها: عقوق الوالدين، ولذا نجد هذا الإقحام المتصنع بشكل فج في المسلسل للحديث عن الأم.

 



لكن الملاحظ كم المبالغة في دفع تهمة انتشرت حقيقتها عن موقف من يقوم بدوره الفنان ياسر جلال، من حيث وفاة أمه، وتركها في ثلاجة الموتى لأيام، حتى يتسنى له الاحتفال بمناسبة مهمة عنده، وهو مشهد يذكرنا بمشهد في فيلم آخر، وهو فيلم: الفرح، والعجيب أن أبرز أبطال الاختيار 3 هم أيضا أبرز أبطال فيلم الفرح، ياسر جلال، وخالد الصاوي.

إذ يقوم خالد الصاوي المواطن زينهم، بعمل فرح وهمي، ليجمع مالا من الناس الذين جاملهم في أفراح أخرى بالنقوط في الفرح، ولا يجد من يجسد دور العريس الوهمي إلا ياسر جلال، وفجأة تموت أم زينهم (خالد الصاوي)، ويضطر إلى تغطية جسدها، وتأجيل الدفن حتى ينتهي العرس، حتى لا يضيع عليه النقطة من الحفلة، ثم ينتهي الفيلم بأن المشاهد كلها كانت تخيلية، ويرفض في الحقيقة فعل ذلك، ويلغي الفرح ويقوم بتجهيز أمه للدفن.

نجد في المسلسل إقحاما لمشاهد للأم، يفهم أي مشاهد لديه أدنى قدر من الذكاء الفطري، بأنها محاصرة لعقل المشاهد كي ينسى مشهد تأخير دفن الأم ووضعها في الثلاجة لما بعد الاحتفال، فتارة يوصيه قائده بأمه، ويقول له: هي بركتنا، ثم يقابلها ويقبل يدها، ويطلب الدعاء منها، ثم يقابل ياسر جلال في الوحدة العسكرية (في المسلسل) مجندا، فيسأله فيعلم أنه يتيم وأمه ترعاه، فيقول له: أمك تحملها فوق رأسك.

إنها لعنة العقوق التي تطارد صاحبها، تماما كلعنة الدم في رابعة التي تطارد كل من شارك في هذه الجريمة، حاولوا إخفاءها بجعل ميدان رابعة باسم ميدان هشام بركات، ثم عمل مسلسلات تشيطن أهل رابعة، ولا يمر شهر إلا ونجد حديثا في الإعلام أو من السلطة أو أجهزتها عن رابعة وأهلها، ومن كانوا في ثورة يناير والحكم قبل الانقلاب.

هي لعنات تطارد صاحب الجريمة، ويظل يحوم حولها دائما، شأن المجرم في كل مكان وزمان، ويظن أن الناس لا تنتبه لذلك، وأنه يغطي على الجريمة، وهناك جرائم يعجل لصاحبها في الدنيا بعقابها، منها: عقوق الوالدين، ولذا نجد هذا الإقحام المتصنع بشكل فج في المسلسل للحديث عن الأم.
  
العجيب في الأمر أيضا، أن يأتي الاهتمام بالأم في إطار الحياة العسكرية والعسكريين، وكل من دخل أماكن أداء الخدمة العسكرية، سيلاحظ شيئا غريبا فيها، فإن أكثر الشتائم استعمالا فيها على ألسنة الضباط مع المجندين، كلها تتعلق بسب الدين، أو الشتيمة بالأم شتائم من أقبح ما يكون، مما يوجب حد القذف بلا خلاف، وهذا ديدن العسكريين في جل بلادنا العربية إلا من رحم ربك، وبخاصة التي يحكمها العسكر.

[email protected]

التعليقات (0)