مُدمنو الطعام

الوجبات السريعة تسبب إدمانا كبيرا للبشر الأمر الذي يؤدي إلى تأثيرات سلوكية

لن تستطيع مقاومة بيتزا ساخنة بقطع من الجبن السائل أو شيبس مقرمش أو الشوكولاتة والنقانق وغيرها، حتى ولم قلت لك إنها تسبب أمراضا خطيرة، وقد تسبب موتك، حتميا لن تستطيع في ظل تقارير أكدت أننا فعلا مدمنون على الوجبات السريعة ولا نعرف ..كيف ذلك؟

في معهد سكريبس للأبحاث عام  2010، قام فريق من العُلماء الأمريكيين بأخذ مجموعة من الفئران، ثم جرى تقسيمها إلى مجموعتين، الأولى تتغذى على الأطعمة العادية، والثانية وُضعت أمام أغذية مشبعة بالدهون أو الحلويات، بعد أيام من المتابعة، لوحظ أن المجموعة الثانية أكلت ضعف كمية الوجبات التي أكلتها المجموعة الأولى، ولكن في المقابل عندما قُدمت إليها الخضروات
رفضتها، وامتنعت عن الأكل لمدة أسبوعين.

تجربة مخبرية دامت 15 عشر يوما كانت كافية لقياس تأثيرات الوجبات السريعة في الجسم، والتي وصفها العلماء بأنها كانت بمثابة الإدمان الذي أصاب عقول فئران المجموعة الثانية، إذ أصبحت مدمنة على هذه الأغذية، في موقف شبيه بمُدمن الهيروين أو الكوكايين، وهو ما فسر اضرابها عن الطعام عندما قُدمت إليها أطباق خضروات طازجة، ودخولها في حالة نفسية سيئة، لدرجة جعلتها تفقد السيطرة على تصرفاتها، وصلت حد تحملها لصدمات كهربائية من أجل إشباع نهمها من هذه الأطعمة ذات السُعرات الحرارية العالية المصنوعة من النقانق واللحم وفطائر الجبن، تماماً كما يحدث عند الإدمان على المُخدرات والكحول والتدخين.

وبالتالي كلما زاد استهلاك تلك المأكولات زاد إحساسها بالسعادة والمتعة، ويرجع العلماء هذا التأثير إلى مادة "الدوبامين" المسؤولة على سلوكنا وأحاسيسنا، مثل الشعور بالمتعة تجاه أشياء معينة على غرار الطعام وممارسة الجنس والمخدرات.

فوفق مجلة Psychiatric Times لعلم النفس السلوكي، فإن "الوجبات السريعة" تسبب إدماناً كبيراً للبشر، الأمر الذي يؤدي إلى تأثيرات سلوكية، مثل الإفراط في تناول الطعام والأكل القهري وفقدان السيطرة، وهو ما يفسر السمنة المفرطة التي يُعاني منها مدمنو هذه الوجبات وصعوبة الإقلاع عنها، رغم تسببها في أمراض خطيرة مثل السكري وأمراض القلب والبشرة. جامعة ميشيغان الأمريكية عام 2018 وصفت "صعوبة الإقلاع" عن الأطعمة السريعة والمُعالجة والاصطناعية أيضا بأعراض "الانسحاب" الشبيهة بالأعراض التي يعاني منها مدمنو المخدرات، عندما يقررون الإقلاع عن تعاطيها.
التعليقات (0)