سياسة عربية

ما وراء زيارة رئيس مجلس القيادة اليمني إلى "المهرة" الحدودية مع عمان؟

زار رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي محاظفة المهرة قادما من السعودية - سبأ
زار رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي محاظفة المهرة قادما من السعودية - سبأ
أثارت زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، قبل أيام، إلى محافظة المهرة شرقي البلاد، أسئلة عدة حول أهمية هذه الزيارة لهذه المحافظة الاستراتيجية على بحر العرب الحدودية مع سلطنة عمان.

والأربعاء الماضي، وصل العليمي إلى محافظة المهرة قادما من العاصمة السعودية الرياض، في أول زيارة له منذ تقلده منصبه كرئيس مجلس القيادة في نيسان/ أبريل 2022.

وعلى هامش الزيارة، وضع رئيس المجلس الرئاسي حجر الأساس لعدد من المشاريع في المحافظة، فيما قال في كلمة له، الخميس، إن محافظة المهرة لم تعد معزولة كما كانت في الماضي، بل أصبحت في قلب المعركة ضد المليشيات الحوثية، وفي قلب المعركة من أجل التنمية.

وأثنى العليمي على "الجهود المشهودة للسلطة المحلية في محافظة المهرة، وأجهزتها الأمنية في مكافحة تهريب الأسلحة، والمخدرات، والجريمة المنظمة، التي قدمت المحافظة كقدوة ونموذج يحتذى على هذا الصعيد".

ودعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي أبناء المهرة نساء ورجالا إلى "اليقظة في مواجهة خطر الاختراق من المنظمات والجماعات الإرهابية، وتخادمها الصريح مع المليشيات الحوثية المدعومة من نظام ولاية الفقيه في إيران".

فيما أعلنت لجنة الحراك السلمي في المهرة، رفضها لما ورد في كلمة العليمي من اتهامات لأبناء المحافظة بالإرهاب والتهريب.

"مؤامرات وتحركات"
وقال رئيس لجنة الاعتصام السلمي ( حركة احتجاج تأسست قبل أعوام)، الشيخ علي الحريزي، إن "هناك مؤامرات ومخططات وتحركات مستمرة تستهدف جميع أحرار اليمن والمهرة بشكل خاص".

وهاجم الحريزي تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي وقال إنها "تتهم أبناء المهرة بالإرهاب والتهريب"، مضيفا أن عليه الاعتذار بسرعة لأبناء المحافظة الأحرار من التهم الباطلة.

وأعلن الزعيم القبلي المعارض للتحالف بقيادة السعودية، رفضه الاعتراف بالمجلس الرئاسي، وقال إن "الرئيس الشرعي هو عبدربه منصور هادي؛ لأنه منتخب من الشعب، بينما العليمي غير شرعي ولم ينتخبه الشعب".

وأكمل: "كان الأجدر بالعليمي أن يتطرق لما يتعرض له اليمن والمحافظة بشكل خاص من انتهاك من قبل التحالف والولايات المتحدة وبريطانيا"، في إشارة إلى الوجود العسكري البريطاني والأمريكي في مطار الغيظة، عاصمة المحافظة منذ نحو عامين.

اظهار أخبار متعلقة



"ضرب تحت الحزام"
وفي السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، عادل الشجاع أنه لا يوجد برنامج لزيارة العليمي إلى المهرة".

وقال الشجاع في حديث خاص لـ"عربي21"، إن كل ما في الأمر أن هناك ضربا من تحت الحزام بين السعودية والإمارات في المحافظات الجنوبية، وبين السعودية وعمان في هذه المحافظة الحدودية مع السلطنة من الجهة الغربية.

وأضاف الأكاديمي اليمني أن الرياض أرادت أن تعزز دورها هناك على حساب مسقط، لكن الواضح أن العليمي أضاف أنصارا إلى الأخيرة بسبب خطابه الذي استفز به المهريون، وأصبح غير مرحب به هناك.

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء إلى أن الزيارة ليس لها أي أهمية أو قيمة على الإطلاق، لأنها تحشد لصالح السعودية وبالتالي تزيد الانقسام المجتمعي بشكل كبير".

وقال: "ربما تأتي أهميتها للعليمي، فهو سيصرف بدل سفر"، متهما إياه "بالهوس بمصروفات بدل السفر إلى جانب هوسه بجمع المال".

وأكد الشجاع، وهو قيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سابقا، على أنه "من المعروف أن حضور المجلس الانتقالي ( انفصالي مدعوم من أبوظبي) في المهرة ضعيف وليس له تأثير"، مستدركا بالقول إن "الصراع هناك مباشر بين السعودية التي تمتلك قاعدة عسكرية وبين الإمارات التي تريد أشغال المملكة وتجريدها من أي وجود في الجنوب".

اظهار أخبار متعلقة



"شرعنة وتأكيد للوجود الأجنبي"
من جانبه، قال المتحدث باسم لجنة الاعتصام السلمي في المهرة، علي مبارك بن محامد، إن زيارة العليمي إلى محافظة المهرة تأتي في سياق المساعي السعودية المتواصلة للتأكيد على تواجدها في المحافظات الشرقية للجمهورية اليمنية.

وأضاف بن محامد في حديثه لـ"عربي21" أن هذه الزيارة تحمل دلالات تؤكد على أن المجلس الرئاسي المُعين من السعودية مسلوب القرار، ولا يمتلك أي شرعية للشعب والداخل اليمني.

وقلل المتحدث باسم لجنة الاعتصام السلمي المعارضة من أهمية الزيارة، مؤكدا أن لا أهمية لها، قائلا إن "المشاريع التي أعلن عنها هي مشاريع سابقة لم تنجز منذ زيارة عبدربه منصور هادي إلى المهرة، قبل سنوات، في آب/ أغسطس 2018".

وقال إن الزيارة ليست إلا إبعاد للعليمي عن قرار السلام في اليمن في ظل التحركات الإقليمية، التي من المؤكد أنها إشارة على أن المجلس لا يمتلك أي قرار بخصوص السلام والحرب في البلاد.

وشدد القيادي في حركة الاحتجاج المعارضة بالمهرة على "رفضهم المجلس الرئاسي الذي جاءت به السعودية، بمن فيهم رشاد العليمي، الذي قال إن زيارته جاءت لشرعنة للاحتلال المتمثل بالقوات السعودية والأمريكية المتواجدة في مطار الغيضة.

وأوضح بن محامد أنهم غير مهتمين للحملات الصادرة عن المجلس الانتقالي الذي نعتبره أنه لا يختلف عن المجلس الرئاسي ولكن باختلاف الوكلاء، ويسعى أيضا لتنفيذ أجندة احتلالية خارجية مدعومة من الإمارات، وفق تعبيره.

وتشهد محافظة المهرة تواجدا عسكريا لقوات سعودية وقوات بريطانية وأمريكية في مطار الغيظة، بعد إخلاء المملكة في أيلول/ سبتمبر 2021، معسكرات كانت تنتشر فيها قوات تابعة لها في عدد من المناطق في المحافظة الساحلية على بحر العرب.

اظهار أخبار متعلقة



"زيارات مشبوهة"
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله، بدعم إماراتي، قد هاجم زيارة العليمي إلى محافظة المهرة، واعتبرها "مشبوهة".

وقال عبدالله الغيثي، قيادي في المجلس الانتقالي عبر موقع "إكس" (تويتر سابقا)، إن الانتقالي مستهدف من قبل السعودية التي ستستعين بالإخوان والقاعدة وداعش لتقليم أظافر المجلس، على حد قوله.

وأضاف الغيثي أن زيارات العليمي لحضرموت والمهرة "مشبوهة"، على أمل أن تخذل المحافظات الجنوبية المجلس الانتقالي.

ومنذ العام 2017، تعيش محافظة المهرة، التي توصف بأنها "بوابة اليمن الشرقية"، حراكا شعبيا رافضا لسياسات الرياض، وهيمنتها على منفذي شحن صرفيت وميناء نشطون ومطار الغيظة الدولي وإغلاقها.

وتشترك هذه المدينة بمنفذين بريين مع سلطنة عُمان، فيما تمتلك أطول شريط ساحلي في اليمن يقدر بـ560 كلم على بحر العرب.

التعليقات (0)