ملفات وتقارير

"حنان".. انتشلت من تحت الأنقاض وتفوقت بالثانوية العامة

حنان عبد الغفور طالبة من غزة تفوقت بالثانوية العامة رغم معاناة القصف والدمار - الأناضول
حنان عبد الغفور طالبة من غزة تفوقت بالثانوية العامة رغم معاناة القصف والدمار - الأناضول
قبل عام واحد، اُنتشلت الفتاة الفلسطينية، حنان عبد الغفور، من تحت أنقاض منزلها المتواضع في بلدة "القرارة"، جنوب قطاع غزة، عقب تعرضه للقصف، خلال الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، لتنجو من الموت بأعجوبة.

واليوم تحتفل عبدالغفور بتفوّقها في نتائج الثانوية العامة، (القسم العلمي) وحصولها على معدل 98.1%، وتستعد لدراسة "الطب".

وقد تعرّض منزل الطالبة الفلسطينية، المتواضع والمسقوف بالصفيح، للقصف بتاريخ 23 تموز/يوليو 2014، بصاروخ واحد أطلقته طائرة حربية إسرائيلية، أسفر عن تدمير المنزل.

وقد نجت الطالبة، هي ووالداها اللذان كانا موجودين في المنزل، وتم إنقاذهما بأعجوبة، حيث تم انتشالهما، ونقلهما للعلاج في المستشفى.

وقتل العديد من أفراد عائلتها خلال الحرب، التي شنها الاحتلال الإسرائيلي صيف العام الماضي، على غزة، التي استمرت 51 يوما.

ولم تنته معاناة العائلة بانتهاء الحرب، حيث بدأت تعاني من التشرد، والانتقال من بيت لآخر لمدة ستة أشهر كاملة، قبل أن تقرر العودة للسكن في المنزل المدمر بعد إصلاح أجزاء منه من خلال ألواح خشبية، وقطع بلاستيكية وأقمشة.

ورغم مرور عام كامل على انتهاء الحرب، إلا أن إعادة بناء البيوت المدمرة لم يبدأ بعد، بسبب فرض القيود المشددة من الاحتلال على إدخال مواد البناء للقطاع.

وعلى الرغم من هذا الواقع القاسي، والصعب، إلا أن الطالبة الفلسطينية "حنان"، لم تستسلم، وتحلّت بعزيمة كبيرة، وتمكنت من الحصول على هذا المعدل المرتفع، الذي يضعها ضمن أوائل طلاب فلسطين.

وقالت حنان:" رغم الظروف المعيشية الصعبة داخل المنزل، شديد الحرارة صيفا، بارد جدا شتاء، وروائح صاروخ الموت، الذي ما زال يسكن ركام المنزل، تأقلمت مع ذاك الواقع، وأكملت السير حتى حققت ما أصبو إليه".

ونجحت الطالبة في إدخال السعادة على قلوب عائلتها التي ما تزال تعاني الأمرين، منذ فقدانها منزلها خلال الحرب الأخيرة، حيث ضج المنزل المتهالك بعشرات المهنئين، وعلت الأغاني والأناشيد في أرجائه.

وتضيف "حنان"، وهي تجلس على "طاولة" دراستها: "عندما أُخبرت بالمُعدل، كانت فرحة غامرة، وقد عمت جميع أرجاء المنزل، في البداية سجدت شكرا لله عز وجل، على هذه النعمة".

وتعود عبد الغفور بذاكرتها إلى حادث قصف منزلها، ودفنها تحت أنقاضه، وتقول:" كنت أنا ووالداي بداخله، وانهار المنزل، وتم انتشالنا من تحت الركام، وساد الاعتقاد بأنني قُتلت، لكن اكتشفوا أنني ما زلت على قيد الحياة، وعدت واستكملت مسيرة التحدي والإصرار".

وأضافت: "كل ما حدث معي أعطاني دافعا وإرادة أن أواجه الاحتلال الإسرائيلي بالتفوق الباهر".

وترى "حنان" أن فرحة أسرتها مضاعفة هذا العام، نظرا لأنها لم تشعر بالفرحة بنجاح شقيقتها "حنين"، العام الماضي، رغم أنها حصلت على معدل عال هو 99.1%.

وأضافت: "في العام الماضي، كانت شقيقتي (حنين) في الثانوية العامة، وتفوقت بمعدل 99.1%، ولم نشعر بالفرحة إطلاقا، بسبب الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وخاصة بعد قصف منزلنا".

وتتمنى المتفوقة عبد الغفور أن تدرس الطب في الجامعة الإسلامية، وتصبح طبيبة بارعة.

وختمت حديثها قائلة: "سنستمر على الطريق نفسه، وهي رسالة قوية للاحتلال، على الرغم من القصف والدمار، والمفاجأة التي أرسلها الأخير لنا وهي (الصاروخ)، نرد عليه بشكل أقوى، عبر (التفوق والنجاح)، وسلاحنا بعد المقاومة هو سلاح العلم".
التعليقات (1)
احمد
الإثنين، 06-07-2015 01:11 ص
سبحان مغير الاحوال