ملفات وتقارير

عمرو خالد يحذر من تزايد الإلحاد والتطرف بين المسلمين

عمرو خالد اعتبر أن "الحل هو التجديد" على حد قوله (أرشيفية) - أ ف ب
عمرو خالد اعتبر أن "الحل هو التجديد" على حد قوله (أرشيفية) - أ ف ب
حذر الداعية الإسلامي المثير للجدل عمرو خالد من تزايد التطرف والإلحاد في مجتمعات المسلمين، مؤكدا أن الصورة المقدمة للتدين لا تُلبي احتياجات المجتمع، ولا تقدم إجابات عن المطلوب الاستفهام عنه، على حد تعبيره.

وقال خالد -في حوار مع صحيفة "الشروق" الخميس-: "نعيش مشكلة دينية كبيرة، فقد حدث زلزال في نظرة الناس للدين، وما يشمله من تعريفات، مثل: الإيمان، والإسلام، حتى اهتز إيمان البعض بشكل عنيف، وصار آخرون يشككون في أمور الدين، وفقد البعض إيمانه بالكلية".

وتابع: "إذا نظرنا حولنا سنجد (داعش) والتطرف الذي تمثله، والمنتشر في مساحات شاسعة على خريطة العالم التي تنسب للإسلام، فضلا عن إراقة دماء كثيرة باسم الدين، وفي المقابل هناك إلحاد وتشكيك ومحاولات لهدم الدين، وبين الصورتين، نجد ملايين الشباب المذبذبين يقفون في مناطق الحيرة والتشكك في الأمر، لا تدري لها وِجهة، ولا تعرف لها سبيلا".

وتابع: "من هنا يطل برأسه سؤال محوري: ما دورُ الدين في حياتنا؟ ومن المفروض أنّ دوره أن يجيب عن أسئلة العصر، وعلينا أن نعترف -دعاة وعلماء دين- أن هناك خللا، فالفاعلية غائبة، والموتور لا يدور، وهناك فجوةٌ كبيرةٌ بين الدين والعصر الحالي، خاصة أن الحياة أخذت تتطور بسرعة مذهلة، في حين يقف عرض الدين مكانه، وهذا ليس خطأ في الدين، لكننا لم نجدِد أو نتجدد، فكانت النتيجة فجوة كبيرة".

وأشار إلى أن الحل هو التجديد الذي يجعل الدين يتماشى مع الحياة خطوة بخطوة، ويتمسك بالأمور قطعية الثبوت في القرآن، لأن ما هو غير ذلك سيكون فيه مساحات واسعة جدا، وقد أصبح التجديد ضرورة ليواكب العصر، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتجديد حين قال: "يبعث الله على رأس كل مئة عام من يجدِد للأمة أمر دينها"، ومن ثم نعتبر هذا الحديث عودة لتفاعل الدين مع الحياة المعاصرة، ويقدم رؤية جديدة فعالة فيمن يجدد لهذه الأمة أمر دينها".

واستطرد: "لابد أن نسد الفجوة بين ديننا والحياة، وإلا ستكبر المشكلة وتستفحل، وسوف يترك الشباب الدين تماما أو نعيش الدين في شكل تقليدي جامد "صور بلا روح"، أو يصبح الإلحاد والتطرف هما الأصل بما يمثل أضعاف ما نحن فيه الآن، أو نصبح مثل أوروبا، التي أصبح فيها الدين في اتجاه، والحياة في ناحية أخرى، وتصبح صلتنا بالدين نحن وأولادنا من بعدنا، تنحصر في يوم الجمعة فقط، هذا إذا صلوها من الأساس".

وتابع الحديث: "لو ظل الوضع هكذا سيضيع الدين، ونفقد القدرة على أن نشهد أمام الله يوم القيامة كما يقول في كتابه الكريم: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس" (البقرة 143)، فكيف يشهد من لم يحضر عصره؟".

وأضاف: "يمكن القول: "إحنا مكتوبين: "غياب عند الله"، وفي المحكمة لا يشهد إلا من كان حاضرا، ولنتخيل أنفسنا يوم القيامة، ونجد سيدنا نوح عليه السلام وقومه، وغيره من الأنبياء، وكل أمة محمد تشهد يوم القيامة، إلا نحن وجيلنا"، وفق قوله.

وقال: "كلنا مسؤولون عن التجديد، وسد الفجوة، فتعالوا معا نفكر سويا في كل مجال من مجالات الحياة التي تحتاج لتطوير، ونبحث عن أسئلتها، ونحاول البحث عن الطريقة التي تعيد الفاعلية للدين في الحياة بما يخدم الحياة المعاصرة، ويحسن حياتنا، وبالتأكيد سيعيننا الله، ويفتح علينا، ويحفظ أولادنا، لكن علينا أن نجتهد، والأمل كبير في الشباب، ولا بد أن نعيد الفاعلية لديننا في الحياة، لا أتكلم عن حلول قاطعة، لا أملكها، ولكن أتحدث عن كيف نحسن حياتنا".

وكان خالد قال في مداخلة هاتفية مع قناة "العربية"، الأربعاء، إنه "لا ينتمي لأي جماعة سياسية أو دينية، وإنه ضد التصنيفات والارتباط بأي تيار"، على حد قوله.

لكن مراقبين يقولون إنه بدأ الدعوة في حضن جماعة "الإخوان المسلمين"، من خلال إعطاء الدروس في نادي الصيد بحي بالقاهرة، ثم انتقل إلى مسجد الحصري بالعجوزة، ثم إلى مسجد المغفرة في حي العجوزة، ثم إلى مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر، ثم ولدت نجوميته في الوطن العربي بعد ظهوره على شاشات القنوات الفضائية.

وأثار عمرو خالد غضب الإسلاميين عندما انحاز إلى مرشح الحزب الوطني المنحل في انتخابات عام 2010 المزورة ضد مرشح الإخوان المسلمين، صبحي صالح، في إحدى دوائر الإسكندرية.

كما استعانت به إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة في أعقاب الانقلاب العسكري في الثالث من تموز/ يوليو 2013، وهو يحفز الجنود في ما اعتبره مراقبون "العدوان على التيار الإسلامي المناهض للانقلاب"، دون أن يدين بحرف مذابح الانقلاب ومساوئه في حق مصر والمصريين.

وبرغم الخدمات التي قدمها خالد للانقلاب، بصمته أو بتعاونه، إلا أنه لقي "جزاء سنمار"،  وفق مراقبين، عندما تمت إقالته بشكل مهين من منصب رئيس حزب "مصر المستقبل" الذي كان قد أسسه سنة 2012.

ومؤخرا أصدر رواية "رافي بركات.. وسر الرمال المتحركة"، التي وصفها بـ"الشبابية" الغنية بالمغامرات والإثارة والأفكار. كما ورد اسمه ضمن وثائق ويكليكس طالبا معونة بنحو مئة ألف ريال من السعودية لتمويل جمعيته الأهلية.
التعليقات (6)
خالد محمد
الجمعة، 10-07-2015 12:45 م
للاسف انت واحد ممن ساهم بذلك
عبد الحفيظ
الجمعة، 10-07-2015 09:16 ص
أن نسد الفجوة بين ديننا والحياة، وإلا ستكبر المشكلة وتستفحل، وسوف يترك الشباب الدين تماما أو نعيش الدين في شكل تقليدي جامد "صور بلا روح"، أو يصبح الإلحاد والتطرف هما الأصل بما يمثل أضعاف ما نحن فيه الآن، أو نصبح مثل أوروبا، التي أصبح فيها الدين في اتجاه، والحياة في ناحية أخرى، وتصبح صلتنا بالدين نحن وأولادنا من بعدنا، تنحصر في يوم الجمعة فقط، هذا إذا صلوها من الأساس". لقد لحقت الطامة الكبرى تكلكم انتم امرتزقة وسيسيكم؟
محفوظ الجزائري
الجمعة، 10-07-2015 02:07 ص
ما يحدث في العالم الإسلامي عكس ما يراه عمرو خالد ... هناك عودة كبيرة للتدين .. ليس التدين بمقاس عمرو خالد وهذا ما يزعجه
جمال الجمال
الجمعة، 10-07-2015 01:19 ص
عمرو خالد مش داعية ولا اسلامي هو من المتاجرين بإسم الدين.
الجمعة، 10-07-2015 12:33 ص
عليك من الله ماتستحق . كنت ظاهره وانتهيت ليس لك تأثير .