اقتصاد عربي

خلافات حادة حول الصادرات تهوي بإنتاج ليبيا من النفط

منعت السلطات في الشرق الناقلة سي تشانس التابعة لشركة جلينكور من التحميل ـ أرشيفية
منعت السلطات في الشرق الناقلة سي تشانس التابعة لشركة جلينكور من التحميل ـ أرشيفية
هبط إنتاج ليبيا من النفط الخام إلى مستويات متدنية في ظل خلاف بشأن حقوق التصدير حال دون قيام شركة جلينكور العملاقة لتجارة النفط بتحميل إحدى ناقلات الخام.

وقال مسؤول من المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس لرويترز إن ليبيا تنتج ما بين 200 ألف و220 ألف برميل من النفط يوميا بعد أن اضطرت شركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) أكبر شركة تابعة للمؤسسة لتخفيض إنتاجها بأكثر من النصف.

وقال متحدث باسم أجوكو إن إنتاج حقليها مسلة والسرير تقلص إلى أقل من 100 ألف برميل يوميا من 230 ألف برميل يوميا في الوقت الذي تظل فيه عمليات تحميل الخام من ميناء مرسى الحريقة بشرق ليبيا معلقة.

وقال المتحدث عمران الزوي إنه لا توجد أي مشاكل فنية أو إدارية تتعلق بالإنتاج من الحقلين.

والنزاع على الصادرات قائم بين المؤسسة الوطنية للنفط المدعومة دوليا في طرابلس والمؤسسة الوطنية للنفط الموازية لها التي أسستها الحكومة التي تعمل في الشرق.

وحاولت المؤسسة التابعة لحكومة الشرق تصدير النفط الشهر الماضي لكن محاولتها باءت بالفشل ومنذ ذلك الحين تمنع تحميل الخام على ناقلة لصالح المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس.

وقال مسؤول المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس إن أجوكو تتوسط مفاوضات غير مباشرة بين المؤسستين في مسعى لحل النزاع.

ويأتي هذا النزاع في إطار صراع معقد أوسع نطاقا على السلطة بين الفصائل الموجودة في شرق البلاد وغربها. وتحرص المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس على العمل مع حكومة الوحدة الجديدة المدعومة من الأمم المتحدة لإنعاش إنتاج ليبيا من الخام لكن هذه الحكومة تواجه مقاومة مستمرة من جماعات في الشرق.

وتهدف حكومة الوحدة إلى التقريب بين الحكومتين والبرلمانين المتنافسين في طرابلس والشرق منذ 2014.

وكانت مؤسسة النفط الموجودة في الشرق شحنت 650 ألف برميل من مرسى الحريقة الشهر الماضي لكن الأمم المتحدة أدرجت الناقلة على القائمة السوداء وهو ما اضطرها للعودة وتفريغ حمولتها في ميناء بغرب ليبيا.

ومنعت السلطات في الشرق بعد ذلك الناقلة سي تشانس التابعة لشركة جلينكور من التحميل من مرسى الحريقة. وما زالت الناقلة التي كان من المقرر تحميلها في الفترة من 26 إلى 28 أبريل نيسان تنتظر قرب الميناء بحسب مسؤول في ميناء الحريقة وبيانات رويترز لتتبع السفن.

ولم يتسن الاتصال بشركة جلينكور على الفور للحصول على تعليق.

وفي ساعة متأخرة من مساء أمس أصدرت المؤسسة الوطنية للنفط في الشرق بيانا قالت فيه إنها لا تنوي وقف صادرات الخام من مرسى الحريقة لكنها قلقة جدا بشأن عقد مبرم بين المؤسسة التي مقرها طرابلس وشركة جلينكور والذي وصفته بأنه "غير منصف بالمرة".

ووقعت جلينكور اتفاق تصدير مع المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس العام الماضي يسمح لها بتحميل الخام حصريا من مرسى الحريقة.

وقال مدير إدارة التسويق بالمؤسسة الوطنية للنفط في الشرق المبروك سلطان، إن مجلس المدراء يحاول التحقق مما إذا كان العقد مع جلينكور يتسق مع قوانين التجارة الدولية لكنهم لم يحصلوا على نسخة من العقد حتى الآن.

وأضاف "قضية جلينكور لا صلة لها بالسياسة."

وقال سلطان إن المؤسسة الوطنية للنفط في الشرق تتواصل مع حكومة الوحدة في طرابلس إذ تسعى لإعادة توحيد فرعيها الشرقي والغربي لكن "العملية بطيئة".

وقبل النزاع الأخير بشأن الصادرات من مرسى الحريقة كان إنتاج ليبيا من النفط هبط بالفعل إلى أقل من ربع مستواه قبل انتفاضة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي والذي بلغ 1.6 مليون برميل يوميا.
التعليقات (0)