سياسة عربية

زيادة بضحايا حرائق الجزائر.. وجريمة حرق شاب تتصدر السوشال

دعوات لمحاسبة قتلة الشاب الناشط- تويتر

ارتفع عدد ضحايا الحرائق في الجزائر إلى أكثر من سبعين، من بينهم 28 جنديا على الأقل قضوا في أثناء محاولتهم إنقاذ المتضررين، بحسب السلطات الجزائرية، في حين تصدرت جريمة حرق شاب في البلاد وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في البلاد.

وأجلت السلطات الجزائرية آلاف السكان من منازلهم، خاصة في ولايتي تيزي وزو وبجاية، شمالي البلاد، وهما منطقتان غنيتان بالثروات الغابية.

 

 

 



وبدت الحرائق في مناطق متفرقة تحت السيطرة، لكن الكثير من بؤر النيران لم يتم إخمادها بعد.

 

وحذر الديوان الوطني للأرصاد الجوية من موجة ثانية، بالنظر لارتفاع درجات الحرارة في المناطق الشمالية.

 

وقال الرئيس الجزائري إن بلاده تواجه صعوبة في التغلب على حرائق الغابات، طالبا المساعدة من كل الدول الصديقة.


وأضاف تبون أن الحرائق الحالية لم تشهد الجزائر مثلها منذ سنوات، موضحا أن تيزي وزو هي أكثر المناطق تضررا جراء الحرائق.

وذكر أنه قام باتصالات بكل الدول الأوروبية الصديقة للمساعدة في إطفاء الحرائق، مشيرا إلى أن البعض بالفعل يساعد الأن في عمليات الإطفاء.

وتابع "طائرتان من فرنسا وصلتا لإطفاء الحرائق ومثلهما تصلان غدا من إسبانيا".

 

وكشف أنه تم القبض على أشخاص يشتبه بافتعالهم للحرائق، داعيا المواطنين للوحدة الوطنية لمواجهة الحرائق.

 

اقرأ أيضا: ارتفاع أعداد ضحايا الحرائق بالجزائر وبدء حداد وطني

جريمة حرق الشاب

 

وخلّفت حادثة حرق شاب من جانب مجموعة من المواطنين اتهموه بإشعال الحرائق بغابات تيزي وزو، شرقي الجزائر العاصمة، صدمة عند الجزائريين، وجدلا واسعا في البلاد.


وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو على نطاق واسع، يظهر إقدام مجموعة مواطنين غاضبين في بلدية نايث إيراثن في تيزي وزو (وسط)، على حرق شاب حيّا، زعموا أنهم قبضوا عليه وهو بصدد إشعال النار في الغابة.


ولاحقا انتشر فيديو للشاب "المغدور" جمال بن إسماعيل، وهو يدلي بتصريحات لقناة جزائرية خاصة في المنطقة ذاتها التي تم التنكيل به فيها وقتله حرقا، لم يتم التأكد من تاريخه، لكنه على علاقة بحملة التضامن مع المتضررين من الحرائق.

 


وقال الشاب جمال، الذي جاء من مدينة مليانة بولاية عين الدفلى (200 كيلو جنوب غربي العاصمة)، إنه قدم إلى تيزي وزو بدافع التضامن مع المتضررين من الحرائق.

 

اقرأ أيضا: الجزائر: الحرائق نتيجة فعل إجرامي.. ووعيد للمتورطين (شاهد)

ومن خلال تصريحاته، وجه جمال نداء للجزائريين ليتضامنوا مع ولاية تيزي وزو، ويوفروا للمتضررين من الحرائق الطعام والمياه.


وذكر الشاب جمال أنه حرم من النوم، لكنه فضل المجيء إلى تيزي وزو للمساعدة والوقوف مع إخوته في منطقة القبائل.


القضاء يتوعد

 

وأعلنت وزارة العدل الجزائرية، في بيان لها الخميس، فتح تحقيق في ظروف وملابسات قضية حرق الشاب جمال وهو حي بولاية تيزي وزو.


وتوعد بيان وزارة العدل بتقديم الفاعلين أمام القضاء لنيل جزائهم الصارم، "حتى لا تمر هذه الجريمة البشعة من دون عقاب، وسيطلع الرأي العام بنتائج التحقيق".


ولم يعلق رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن الذي يزور تيزي وزو الخميس مع أعضاء من الحكومة على الحادثة.


وحول الحادثة، قال يحيى صاري، عضو لجنة الفتوى (تابعة لوزارة الشؤون الدينية)؛ إنّه "لا يجوز للمجتمع أو الأفراد معاقبة شخص بمفردهم دون اللجوء إلى القانون، وهذه الحادثة تؤدي إلى الانفلات".


وأضاف صاري، في تصريح لتلفزيون النهار (خاص)، أن "الحادثة التي شاهدها الجميع لا تمثل عمق المنطقة وأعيانها، وهي سلوك شاذ".


ودعا صاري إلى ضرورة تغليب الحكمة وعدم الانسياق وراء الفتنة.


والد الضحية يتحدث


وقال والد الضحية، في فيديو نشر على المنصات الاجتماعية؛ إن "القبائل (أمازيغ) إخوتنا، وأحبابنا ولا نريد الفتنة، أبناء أختي أمازيغ وأنا أمازيغي".


وتابع بأن "الجريمة قامت بها فئة معزولة، ما أريده إرجاع جثة ولدي، ونحن إخوة ويجب أن نقف بعضنا مع بعض".


وعلّق على الحادثة قائلا: "ابني توفي شهيدا، وأقول لسكان مليانة: كونوا فخورين، لديكم بطل".


بالمقابل، أطل أصدقاء الضحية في فيديو وكذبوا افتعاله الحريق، مؤكدين أنّ الشاب جمال ذهب متطوعا للمساعدة في إخماد الحرائق، وأنّه فنان مغن ورسام.


وذكروا في الفيديو أنّ الضحية "اقترض مالا من أجل الذهاب إلى تيزي وزو، ومدّ يد العون لمواطني المحافظة".


وعبّر هؤلاء عن صدمتهم وألم الفاجعة التي أصابتهم في فقدان ابن مدينتهم، بحرق جسده حتى الموت، مطالبين السلطات بفتح تحقيق في القضية ومعاقبة القتلة.


غضب بمواقع التواصل


وأثارت الواقعة موجة جدل وغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ استنكرت شخصيات سياسية وناشطون ما حدث للشاب، ودعوا إلى تحكيم العقل لئلا تنتشر الفتنة.


وقال عبد الرزاق مقري، رئيس "حركة مجتمع السلم" (أكبر حزب إسلامي في البلاد)؛ إن حادثة تيزي وزو "جريمة شنعاء في حق مواطن جزائري، وسحل جماعي همجي في الشارع، وإعدام خارج القانون من دون بيّنة".


ولفت مقري، في منشور على "فيسبوك"، إلى "وجود دعوات جاهلية لاستغلال الحادثة المرعبة لضرب اللحمة الجماعية التي أظهرها التضامن الوطني".

 


واستنكرت فاطمة الزهراء زرواطي، رئيسة حزب "تجمع أمل الجزائر" (كان يمثل الموالاة في عهد النظام السابق)، ما حدث للضحية.


واعتبرت زرواطي أن "ما حدث لجمال ليست جريمة، بل جرائم قتل وحرق وتصوير ونشر".

 


بدوره، قال الإعلامي حفيظ دراجي؛ إنّ "من يعتقد بأن إدانة جريمة حرق شاب متطوع وقتله، هو إثارة للفتنة، أسأله بالله عليه: "بماذا يصف الفعل وتصوير عملية الحرق والتنكيل بالجثة؟".


وأضاف دراجي عبر "فيسبوك": "ذلك الفعل الإرهابي الشنيع مأساة، وتبريره مأساة أكبر من مأساة الحرائق وتداعياتها".

 

 

 


وتابع: "أما التنديد به وبكل الممارسات الوحشية والمطالبة بمعاقبة المجرمين، فهو واجب على كل واحد منا، وإلا سنحترق بنيران الجهل والحقد والكراهية".

 

— hafid derradji حفيظ دراجي (@derradjihafid) August 12, 2021

 


ووصف الشاعر عمر أزراج الحادثة بـ "الجريمة"، وقال: "أدين بشدة القتلة الوحشيين الذين أعادونا إلى عصور الهمجية".


ودعت الصحفية ليلى بوزيدي السلطات، عبر "فيسبوك"، إلى التحرك ومعاقبة المتسببين بمقتل الشاب.

 

 

وسبق أن أعلن الرئيس عبد المجيد تبون الحداد الوطني لمدة 3 أيام، ابتداء من أمس الخميس، بحسب بيان.


وتشهد 18 محافظة جزائرية منذ أيام حرائق هائلة، تفاقمت بفعل موجة حر شديدة ورياح جنوبية قوية.