قضايا وآراء

الدليل السلوكي للمشروع القومي المصري للقيم الحضارية (1)

1300x600
تعريف الدليل السلوكي:

هو المرجع والمعيار التنفيذى العملى للقيم الحضارية، والذي يجيب على:

سؤال: كيف يطبق المواطن القيمة الحضارية ويلتزم بها خلقا دائما في سلوكه وحياته اليومية؟

في بيته ومجتمعه ووطنه، ومع نفسه، ومع ربه، ومع أهله ومجتمعه ومع الآخرين المختلفين معه عقيدة وفكرا وأهداف من بنى وطنه ومن خارجه، على الإجمال مع غيره من الناس ومن الحيوان والبيئة وكل ما حوله.

وبطبيعة الحال يختلف الدليل السلوكي عن دليل السلوك المهنى الأكثر خصوصية ومهنية، بمجال العمل والمهنة، وله حديث قادم إن شاء الله حول تطبيق كل قيمة في حياة الطبيب والمهندس والمعلم والضابط والعامل.. الخ.

أهداف الدليل السلوكي

للدليل السلوكي أدوار وظيفية بالغة الأهمية للتحول من النظرية إلى التطبيق، تتلخص في الآتي:

1- تحويل القيمة من حديث نظرى على الورق إلى إجراءات عملية حقيقية في حياة المواطن

2- تبسيط مفاهيم القيم وتسهيلها على عموم المواطنين حتى يتمكنوا من تطبيقها بسهولة ومتعة واعتزاز.

3- إمكانية التربية والتدريب عليها، ومتابعتها وتحسين جودة تنفيذها للوصول إلى أفضل مستويات التخلق العملي.

4- إمكانية قياس القيمة في حياة المواطن الفرد، والفصل الدراسي لمجموع طلاب الفصل، وإجمالي طلاب المدرسة، ولعموم المجتمع بشكل في شكل رقمي ومئوي دقيق نسبيا.

شروط ومعايير جودة الدليل السلوكي

ومن أهم شروط الواجبات العملية السلوكية حتى تصبح دليلا عاما ملزما لكل من يريد أن يتمسك بالقيم:

1- أن تأخذ شكل الفعل الضارع.

2- أن تلتزم الواقعية المجتمعية والقابلية للتنفيذ.

3- أن تكون فاعلة في تحقيق مفاهيم القيمة وتحسين جودة السلوك العام للمواطن.

4- أن تكون معاصرة ومواكبة للمجتمع الحديث الذي نعيشه.

5- أن تكون واضحة ومحددة جدا ولا تحتمل أكثر من تأويل

6- أن تكون قابلة للتقدير الكمي والمعنوي، وللقياس الرقمي والمئوي.

الأشكال التسعة للواجبات العملية والدليل السلوكي للقيم الحضارية

يقوم خبراء القيم بترجمة القيم النظرية المجرة إلى أفعال مضارعة تسع، يطلق عليها مهارات سلوكية

الخمس الأولى منها سلوكيات باطنة بين المواطن وربه غير مرئية إلا لله تعالى، والأربعة الأخيرة منها سلوكيات عملية ظاهرة وبينة للآخرين.

1- أن يفكر..

2- أن يفهم..

2- أن يشعر..

3- ان يتصور..

5- أن يتطلع الى..

6- أن يقول..

7- أن يعمل..

8- أن يحافظ على..

9- أن يدعو إلى/ يدافع عن..

واجباتنا العملية نحو المهارات السلوكية المقررة بالدليل السلوكي

1- معرفتها وفهمها جيدا.

2- التدرب على تطبيقها وتمثلها سلوكا عمليا دائما في حياتنا في السر والعلن وفي كل المواقف.

3- مراجعة وتقويم الذات في تطبيقها والالتزام بها، والتحسين المستمر لمستوى التخلق بها.

4- دعوة الأبناء والأهل والجيران والزملاء إلى معرفتها وتطبيقها حتى تتحول إلى ثقافة حضارية جميلة ورائعة مشتركة لجميع أبناء المجتمع.

مثال المجتمع اليابانى: نجح أبناء المجتمع الياباني في تعلم وتعليم بعضهم البعض قيمة الإتقان والجودة، حتى تحولت الجودة العالية جدا إلى ثقافة خاصة مُميزة للمجتمع الياباني، أصبح العالم كله يعترف بها، وعلى إثرها يشتري المنتج الياباني بأعلى الأسعار دون مناقشة، لأنه يعلم ثقافة المجتمع المنتج لها ويثق في جودته وإتقانه.

مثال المجتمع المصري: نجح أجدانا وأباؤنا وأمهاتنا في مصر في تعليم أبنائهم قيمة التسامح والعفو والطيبة وحب الآخرين، حتى تحولت ثقافة وسمت التسامح والعفو والطيبة إلى ثقافة وسمة وصورة ذهنية مميزة يعرف به المواطن المصري في جميع أنحاء العالم.

مثال المجتمع الجزائري: نجحت الأجيال السابقة من علماء ومربي ومعلمي وآباء وأمهات المجتمع الجزائري؛ من تعليم أبنائهم قيمة القوة والشجاعة والتضحية للدين والوطن، فتحولت إلى ثقافة عامة يعرف بها المواطن الجزائري في أي مكان في العالم، حيث تتشكل لدى الآخرين عن كلمة جزائري من الوهلة الأولى؛ أنه قوى وشجاع ومضحٍ لدينه ووطنه وعروبته.. وهكذا.

أبواب الدليل السلوكي وتتكون من أحد عشر بابا:

الباب الأول: باب قيمة الكرامة الإنسانية للمواطن المصري، وتتكون من سبعة واجبات عملية هي:

1- أن يعتز ويحافظ على كرامته الإنسانية التي منحه الله تعالى إياها (ولقد كرمنا بني آدم) ولا يقبل أي إهانة لذاته أبدا، ولا لغيره من إخوانه المواطنين المصريين، صغيرا أو كبير، ضعيفا أو قويا، فقيرا أو غنيا، امرأة أو رجلا، من دينه أو من غير دينه، فكرامة المصري الواحد تاج على رؤوس كل المصريين.

2- أن يحافظ على أداء واجباته المادية والمعنوية تجاه الآخرين ومؤسسته ومجتمعه ووطنه في وقتها المحدد، وففق المواصفات المتفق عليها. فأداء واجباتك المهنية والوطنية كاملة هي أساس حصولك على حقوقك، ولا حقوق لمن لم يؤد واجباته.

3- أن يعي ويحافظ على حقوقه ويحرص عليها، ولا يقبل الانتقاص من حقوقه أبدا.

4- أن يعي ويتحقق ويطمئن على حصول بقية المواطنين على حقوقهم ولا ينتقص منها.

5- أن يهتم ويتحقق ويتأكد من حصول كافة المكونات المجتمعية على حريتها وحقوقها كاملة؛ لأن الانتقاص من فئة واحدة أول العام يعطي مؤشرا خطير على بداية تغول النظام على حقوق المواطنين، والتي سيتوسع فيها تدريجيا حتى تنال من جميع المكونات المجتمعية نهاية العام.

6- أن يبادر ويشارك الآخرين الدفاع عن حقوقهم والحصول عليها كاملة غير منقوصة لكل الموطنين، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم وعرقيتهم وأفكارهم، فما دام مواطنا مصريا لا بد أن يأخذ حقه كاملا، والانتقاص من حق فئة يعني انتقاصا من حق الجميع. وفي ذلك منع وردع للدولة وردها عن التغول على حقوق المواطنين، ومحافظة على عدل ورشد الدولة.

7- أن يصنع قراره ورأيه وخيارته من عقله وعلمه وضميره الداخلي وبكامل حريته، من دون أي تأثير من ترغيب وترهيب عليه.

الباب الثاني: قيمة التعايش الحضاري بين كافة مكونات المجتمع المصري، وتتكون من سبع واجبات عملية:

1- أن ينفتح ويتواصل مع كافة المكونات المجتمعية للوطن.

2- أن يبادر بالتعرف على السمات الخاصة بكل مكون مجتمعي، تمهيدا للاعتراف بها واحترامها والتعاطي الإيجابي معها، والتعاون والاستثمار فيها.

3- أن يعترف ويحترم خصوصية الآخر، حتى المختلف معه في العقيدة، فلا يسب ولا يهين ولا يحقر ولا يزدري، ولا ينتقص ولا يتعدى على الخصوصية العقدية والفكرية لأي مكون، لا تصريحا ولا تلميحا ولا علانية ولا سرا ("لا إكراه في الدين"، "لكم دينم ولي دين").

4- أن يشارك في المحافظة على السلم والأمن الاجتماعي، وحماية معابد وممتلكات وحقوق الجميع، فكلها ممتلكات خاصة ووطنية مقدسة.

5- ألا يتدخل في خصوصية الآخر ماديا، ولا معنويا، بشكل مباشر أو غير مباشر.

6- أن يتعاون ويتكامل مع الجميع ويستثمر في جوانب التميز المتوفرة لدى كل مكون.

7- أن يقدم المعايير المهنية الاحترافية كمعيار للاختيار والتمثيل والعمل.

يتبع باقي أبواب الدليل في المآلات القادمة إن شاء الله.