قضايا وآراء

أربع قصص حول المسلمين في الإعلام البريطاني

1300x600
أربع قصص مرتبطة بالمسلمين في بريطانيا، أخذت مساحة لا يستهان بها في الإعلام، وفي تأملها نجد فكرة عن الصورة النمطية التي ترسم عن الإسلام والمسلمين، وهي:

القصة الأولى: اغتيال النائب المحافظ

كان "علي حربي علي" المسلم البريطاني من أصل صومالي والمتهم الوحيد بقتل النائب المحافظ ديفيد إيميس أمام جمع من الناس؛ المادة الأولى لحديث الإعلام في بريطانيا خلال الأسبوع الماضي، وقدمت تقارير حول تطرفه رغم نشأته في بريطانيا ودراسته بمدرسة مسيحية تابعة للكنيسة في صغره، ووصفته بعض الصحف بأنه إسلامي متطرف، بينما أطلقت عليه أخرى لقب جهادي. وقد ساهم علي حربي بجريمته الوحشية (طعن هذا النائب ذي الـ69 عاما حتى الموت) بترسيخ هذه الصورة السلبية للمسلم ولفكرة التمسك بالدين أو الجهاد.
ساهم علي حربي بجريمته الوحشية (طعن هذا النائب ذي الـ69 عاما حتى الموت) بترسيخ هذه الصورة السلبية للمسلم ولفكرة التمسك بالدين أو الجهاد

وأشير إلى ما ذكرته الغارديان، من أنه قبل بضع سنوات قد تمت إحالة علي إلى برنامج حكومي لمنع التطرف باسم "بريفينت"، لفترة قصيرة، لكنه لم يكن أبدا مشتبها به لدى المخابرات البريطانية، وهناك مخاوف من أن فترة الإغلاق ساهمت بنماء أفكار التطرف لدى البعض بعيدا عن أعين الاستخبارات، وهذا ينذر باحتمالية وقوع جرائم أخرى، ما يعني وضع كثير من المسلمين تحت المجهر وبث روح الكراهية ضدهم عند المتجاوبين في المجتمع المحلي.

القصة الثانية: سباق السيارات بعد الخروج من المسجد!

ما زالت المحكمة المعنية في مانشستر بشمال بريطانيا، تنظر بقيام أخوين شقيقين، وهما نور محمد وحمزة يوسف، بقتل شخص بالخطأ بعد دهسه بسيارة أحدهما إثر قيامهما بإجراء سباق غير قانوني بسيارتيهما (من باب المزاح والتحدي بينهما)، وذلك بعد خروجهما من المسجد. وقد انتشر خبر هذه القصة مرتبطا بجملة: بعد خروجهما من المسجد! والباقي عندك أخي القارئ.
كثرة الحديث عن انتشار الإسلام والأسماء الإسلامية في الدول الغربية يجعل دعاة الكراهية للمسلمين أكثر قلقا، ويعطيهم مادة خصبة لمهاجمة الإسلام والمسلمين باعتبارهما يهددان هوية المجتمع الغربي. والأدهى أن بعض المعلومات التي يتم تناقلها ليست دقيقة أو فيها مبالغة

القصة الثالثة: انتشار اسم محمد في بريطانيا

أوردت الصحف البريطانية تقارير حول أسماء المواليد الأكثر انتشارا في بريطانيا، وكان اسم النبي الكريم ﻣﺤﻤﺪ أحدها، إلا أنه لم يكن الأكثر انتشارا. وهنا أشير لضرورة تحري الدقة بالتعامل مع هذه الأخبار والحذر في تناقلها بنفس الوقت، حيث أن كثرة الحديث عن انتشار الإسلام والأسماء الإسلامية في الدول الغربية يجعل دعاة الكراهية للمسلمين أكثر قلقا، ويعطيهم مادة خصبة لمهاجمة الإسلام والمسلمين باعتبارهما يهددان هوية المجتمع الغربي. والأدهى أن بعض المعلومات التي يتم تناقلها ليست دقيقة أو فيها مبالغة، فمعلومة أن الاسم أحد الأسماء الأكثر انتشارا تختلف عن أنه الأكثر انتشارا كما يتناقل البعض.

القصة الرابعة: الحرمان من التعليم الجامعي بسبب القروض

تناول الإعلام البريطاني ما يفيد بأن واحدا بين كل عشرة من الطلبة المسلمين في بريطانيا لا يذهب للجامعة لارتفاع تكاليفها، ولكون القروض المقدمة بهذا الصدد والتي يستفيد منها الآلاف من الطلبة ربوية ويرون بحرمتها؛ رغم فتوى المجلس الأوروبي للإفتاء وغيره من المجامع الفقهية الواضحة بهذا الصدد، والتي تجيز ذلك لضرورة أن يتعلم المسلم ويتقدم ولأن الفائدة المقررة متدنية جدا، فهي بنظرهم أقرب للرسوم الإدارية من كونها فائدة ربوية. ومع ذلك هناك من المسلمين من يعتمد على فتاوى مستوردة من الخارج ومن مفتين أجلاء؛ ولكن لا يعرفون واقع وظروف وتحديات المسلمين في الغرب.
واجب المسلم في المجتمع الغربي يتضاعف بضرورة تقديم صورة حسنة تعكس حقيقة الإسلام، مع الانتباه والحذر من الأفكار الداعية للعنف والتي يتداولها البعض عبر الإنترنت، والحرص كل الحرص على الاعتماد في الفتوى على المؤسسات الفقهية في الغرب وعدم استيراد الفتاوى من الخارج


اللافت في الدراسة التي أجريت أن هناك ستة بين كل عشرة من الطلبة المسلمين الذين شملتهم العينة العشوائية؛ يدفعون الرسوم الباهظة مسبقا دون اللجوء لقروض، وهذا يدل على ثراء ذويهم ووجود طبقة كبيرة بين المسلمين في بريطانيا ثرية ومتمكنة اقتصاديا. وهنا أشير للشقيقين عيسى الذين يملكان سلسلة كبيرة من المتاجر ومحطات الوقود والمخابز في بريطانيا، ومنها الأسواق التجارية الشهيرة "آزدا".

الخلاصة

واجب المسلم في المجتمع الغربي يتضاعف بضرورة تقديم صورة حسنة تعكس حقيقة الإسلام، مع الانتباه والحذر من الأفكار الداعية للعنف والتي يتداولها البعض عبر الإنترنت، والحرص كل الحرص على الاعتماد في الفتوى على المؤسسات الفقهية في الغرب وعدم استيراد الفتاوى من الخارج، والدعوة لتوفير بدائل موافقة للشريعة بتظافر جهود العلماء والسياسيين ورجال الأعمال وغيرهم من القادرين على التأثير، دون تعطيل الدراسة على أي طالب مسلم ريثما يتم تحقيق ذلك.