سياسة عربية

محلل سياسي: نجاح مؤتمر ليبيا مرهون بالتزام الأطراف الدولية

المؤتمر أكد رفضه القاطع للتدخلات الأجنبية في شؤون ليبيا الداخلية- الخارجية الليبية

قدم كاتب ومحلل سياسي، قراءة في مخرجات مؤتمر "دعم استقرار ليبيا"، الذي عقد الخميس في العاصمة طرابلس، بمشاركة نحو 27 دولة، وأربع هيئات دولية.


وأكد عبد الله الكبير في حديث خاص لـ"عربي21" أن "مسألة التزام الأطراف الدولية والإقليمية، وكذلك المحلية بمخرجات المؤتمر ستكون محل شك"، مدللا على ذلك بالقول؛ إن "ما صدر عن المؤتمر تتطابق مع مخرجات مؤتمر برلين 2، ومع ذلك لم نر تفاعلا أو احتراما من بعض الأطراف لهذه المخرجات".


وكان البيان الختامي لمؤتمر "استقرار ليبيا"، أكد "رفضه القاطع للتدخلات الأجنبية في شؤون ليبيا الداخلية، وإدانتها لمحاولات خرق حظر السلاح وإثارة الفوضى".


وشدد البيان: "على إجراء الانتخابات في موعدها وإيجاد البيئة لعقدها بشفافية ونزاهة وبضرورة أهمية اتخاذ التدابير اللازمة والاستحقاقات لبناء الثقة، والبيئة المناسبة من أجل عقد الانتخابات الوطنية بشكل نزيه وشفاف وجامع في 24 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.


وأضاف "أن الحكومة تدعم جهود اللجنة العسكرية بشأن خطط وقف إطلاق النار، والجهود المبذولة من قبل اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، وأنها ملتزمة بتنفيذ كل القرارات الدولية وبينها نتائج مؤتمر برلين.

 

اقرأ أيضا: مؤتمر "استقرار ليبيا" يرفض التدخلات الأجنبية ويدعم الحكومة

ويعتقد الكبير "أن النجاح الأكبر هو عقد المؤتمر في طرابلس بملكية وأجندة ليبية وبحضور دولي رفيع المستوى"، مشيرا إلى أن "المخرجات كلها تؤكد دعم سيادة ليبيا، وتأكيد إجراء الانتخابات في موعدها بعد تهيئة مستلزماتها كافة، والظروف المناسبة لإجرائها". 


وبشأن خروج المرتزقة قال الكاتب والمحلل السياسي، إن الأمر يتوقف على استجابة الدول المعنية ولا مؤشرات على ذلك حتى الآن"،  مشددا على أن "هذا الملف لن يعالج قبل الانتخابات وتشكيل حكومة منتخبة، لها كامل الصلاحيات والشرعية وإلزام الدول المعنية بهم على إخراجهم أو طردهم بالقوة".

 

وتتفق أقوال الكبير مع صرح به عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس، حين قال؛ إن الأزمة الليبية لا يمكن أن تحل إلا بانتهاء التدخل السلبي لبعض الأطراف الدولية، التي تعيق بـ"استخدام الأطراف المحلية" الوصول إلى أية تسوية على جميع الأصعدة.

وشدد كرموس في حديث خاص لـ"عربي21" على أن "مصير هذا المؤتمر كسابقاته تبقى مخرجاته حبرا على ورق، إذا اقتصر على البيان الختامي دون التعهد بمعاقبة من يعرقل داخليا أو خارجيا".

وحول انعقاد المؤتمر في ليبيا للمرة الأولى منذ سنوات قال المسؤول الليبي، إن ذلك "يؤكد بالدرجة الأولى على دعم الدول المشاركة لحكومة الوحدة الوطنية، وعلى جدية المجتمع الدولي وعزمه على استقرار ليبيا من الناحية النظرية، ولكن من الناحية العملية إذا لم يتبع مخرجات هذا المؤتمر خطوات جادة لإخراج المرتزقة، والضغط على الدول المتدخلة بالكف عن التدخل السلبي وبمعاقبة المعرقلين سيكون هذا المؤتمر كغيره".