سياسة دولية

تدحرج أزمة المغرب والجزائر.. هكذا تفاعل نشطاء التواصل

أمر الرئيس الجزائري بعدم تجديد عقد توريد الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب - الأناضول

تدحرجت على نحو لافت الأزمة الأخيرة بين الجزائر والمغرب، لتأخذ منعطفا حادا ألقى بظلاله على أجندات الصحف العالمية، وعلى تعليقات النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي.


والأحد، أعلنت الجزائر في بيان رئاسي، عن وقف تجديد عقد توريد الغاز الطبيعي إلى جارتها المغرب من خلال خط الأنابيب المغاربي الأوروبي.


وقالت الرئاسة الجزائرية في بيانها إن الرئيس عبد المجيد تبون، أمر شركة "سوناطراك" بوقف العلاقة التجارية وعدم تجديد عقد الغاز مع المغرب.


وأثار القرار قلقا أوروبيا، في ظل تفاقم أزمة الغاز في القارة وارتفاع أسعاره تزامنا مع صدور القرار الروسي بوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا، علما بأن موسكو كانت توفر ثلث المواد البترولية للاتحاد الأوروبي عبر شركة "غازبروم" الروسية.


ويعد القرار الجزائري بوقف عقد توريد الغاز إلى المغرب "قرارا خطيرا"، وفق وصف الصحف الإسبانية، وسيلقي بظلاله على الاقتصاد الإسباني، بسبب اعتماد إسبانيا على الجزائر في توفير نصف إيراداتها السنوية من الغاز النقي.


والأربعاء الماضي، سافرت وزيرة البيئة الإسبانية، تيريزا ريبيرا، إلى الجزائر لمناقشة نتائج إيقاف هذا الإمداد في الوقت الذي أصبح فيه توفير أو اكتشاف مصدر آخر أكثر تعقيدا.


من جانبه، سافر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل إلى الجزائر خلال الأسبوع الماضي، حيث أكد في بيان صحفي أن "الجزائر تعتبر شريكا اقتصاديا موثوقا من الدرجة الأولى ويفي دائما بالتزاماته".


قلق إسباني

 

ورغم أن الجزائر أكدت في وقت سابق أنها ستستمر في تزويد الغاز إلى إسبانيا مباشرة عبر خط الأنابيب الجزائري الثاني "ميدغار"، عبر الجزيرة الإيبيرية، إلا أن صحيفة "الباييس" الإسبانية أبدت تخوفها قائلة إن "هذا العرض قد لا يكون قادرا على تعويض النقص خاصة مع تزايد الطلب في فصل الشتاء، وقد تكون ندرة إمدادات الغاز في هذا الوقت بمثابة ضربة شديدة، حيث يعاني المستهلك الإسباني بالفعل من الارتفاع الهائل في قيمة الطاقة الكهربائية والغاز والبنزين المستخدم في التدفئة".


وأكدت الصحيفة أن هذا التوقيت يمثل خطرا لأن العالم يخرج ببطء من أزمة وباء كورونا، والقوى الكبرى سارعت لتمديد مشترياتها من الغاز للابتعاد عن أزمة الإمداد قبل أشهر الشتاء الباردة، كما أن آسيا تستحوذ على ثلاثة أرباع واردات العالم من الغاز الطبيعي المسال، والتكاليف ارتفعت خمسة أضعاف منذ كانون الثاني/ يناير الماضي مع ارتفاع الطلب على ناقلات الغاز الطبيعي المسال.

 

اقرأ أيضا: ما تداعيات قرار الجزائر بوقف توريد الغاز إلى المغرب؟

ووفق ما أكدته وكالة "أسوشييتدبرس" الإخبارية فإن الحكومة الإسبانية تكافح بالفعل للتخفيف من تأثير ارتفاع أسعار الكهرباء بالجملة نتيجة زيادة المنافسة العالمية على الغاز الطبيعي والاختناقات في سلاسل التوريد من كبار المنتجين في العالم.


وأضافت الوكالة أن ارتفاع فواتير الخدمات العامة أدى إلى ارتفاع التضخم في إسبانيا، كما هو الحال في معظم أنحاء أوروبا. وأعلن معهد الإحصاء الإسباني خلال الأسبوع الماضي أن أسعار المستهلكين زادت بنسبة 4٪ بالمئة في أيلول/ سبتمبر الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وهو ارتفاع لم يشهده منذ 13 عاما.


ويتوقع الخبراء أن الأسوأ لا يزال قادما مع انتقال نصف الكرة الشمالي إلى أشهر الشتاء الباردة التي يكثر خلالها استهلاك الطاقة، فيما تحاول إسبانيا تجديد مرافق تخزين الغاز، التي كانت بنسبة 72 بالمئة من طاقتها في منتصف أيلول/ سبتمبر، قبل تشغيل التدفئة وزيادة استهلاك الطاقة، وفق "أسوشييتدبرس".

 

نشطاء

 

وأثارت الأزمة تعليقات عديدة من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد العديد منهم أن هذا القرار لن يؤثر على كلا البلدين لأن الحدود مغلقة برًا منذ عام 1994. فيما أكد البعض الآخر أن قرار وقف تجديد عقد توريد الغاز الطبيعي عبر المغرب لن تستطيع الجزائر الاستمرار به أو تنفيذه.