كتاب عربي 21

هل يأتي الربيع من فلسطين؟

1300x600

ـ 1 ـ 

النظام العربي الرسمي حرق كل الثوابت وحطم كل المحرمات، حارب شعبه وأفقره ونهب خيراته وصادر حرياته وأذله وبدد ثروات الأمة وتحالف مع عدوهم ونسق معه ووضع مقدرات الناس في خدمته.

كل ما يفعله هذا النظام ضد التيار وضد مصلحة الناس. فهل ينتظر منهم أن ينحنوا له ليركبهم إلى الأبد؟

هناك حركة صهيو ـ عربية محمومة عنوانها مواجهة إيران.. وباطنها مواجهة الشعوب.. وخاصة الشعب الفلسطيني؛ المطلوب منه تحديدا السكوت على فحش المستوطنين وتوحشهم وقتل مقاومته والتبرؤ منها.

نحن اليوم نعيش حقبة جديدة بالكامل، ثمة انقلاب على كل ما بدا لنا "مسلمات" في غابر الأيام، النظام العربي الرسمي بمجمله نقض العقد الاجتماعي الذي ينظم الراعي والرعية؛ فيما يخص موالاة العدو الصهيوني سواء كان مكتوبا أو متفقا عليه عرفا.. فضلا عن أن دين الأمة وهويتها وما استقر في الوجدان الجمعي العربي يرفض عقد التحالفات مع العدو (ومن يتولهم منكم فإنه منهم).

 

فلسطين هي أول الشرر، ومنها تبدأ وتنتهي الثورات، فإن بدأت ربيعها "المنتظر" فسينتقل شرره إلى كل بلاط العرب، وسيقفز "الخبر" الفلسطيني إلى بدايات الأخبار في كل النشرات، وهو ما سعى لمنعه النظام العربي الرسمي الذي تبرأ من فلسطين وأهلها، وسلمها لقمة سائغة للعدو،

 



ما يترتب عن هذا:

أولا ـ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..
ثانيا ـ على من نقض العقد أولا أن يتحمل عاقبة ما اقترف.
ثالثا ـ الربيع قادم لا محالة وإن تأخر، فقبل عقد مضى لم يكن ليتنبأ أحد باندلاع الموجة الأولى من الربيع، أما اليوم فكل المؤشرات تقول إنه وشيك الحدوث وربما بصورة جديدة، وثمة ما يؤكد أن شرارة الربيع قد تبدأ من أصل الصراع: فلسطين، وربما يكون قد بدأ فعلا، وإن كان أخذ شكلا مبتكرا هذه المرة: عمليات مسلحة نوعية قلبت الطاولة، وتجاوزت كل مخططات العدو ومن يناصره، فلأول مرة منذ زمن سحيق يتساوى الفلسطيني مع من يحتله في عدد من يموت في المواجهات، الاحتلال دأب على قتل الفلسطيني ولو على الشبهة، وما أسرع ما يسلب حياة البشر، في شهر آذار (مارس) استشهد أحد عشر فلسطينيا على أيدي جنود الاحتلال، "جنود" فلسطين عدلوا الميزان هذا الشهر، وقتلوا في عدة عمليات نوعية أحد عشر جنديا ومستعمرا صهيونيا، وتلك معادلة لافتة جدا، أكثر من هذا استطاع فدائي واحد أن يعلن حظر التجوال على مستعمرة بني براك بسكانها الـ 200 ألف، وقد كان أحد علوج الصهاينة يتباهى علانية أن بوسعه وحده منع التجوال على آلاف الفلسطينيين بكلمة واحدة فقط يعلنها عبر مكبر الصوت، وقد رد عليه الفلسطيني دون مكبر صوت!

ـ 2 ـ

شرطة العدو تستعد لما أسمته سيناريو "حارس الأسوار 2"، أو "أسوار القدس 2" فبعد تقييم للوضع خرجت الشرطة بعدة سيناريوهات تعتمد على أن الاحتجاجات في الداخل ستكون 3 أضعاف "حارس الأسوار " العام الماضي، لذلك فإنها ستحتاج لتجنيد نحو 10 آلاف جندي وضابط للتعامل مع الاحتجاجات في حيفا وعكا ويافا واللد والرملة والقدس ومدن المثلث، والتي ستستمر بحسب سيناريو الشرطة 35 يوما!

يبدو أن "إسرائيل" لديها معلومات غير مطمئنة عمّا ينتظرها في الأيام المقبلة وخاصة في رمضان والمسجد الأقصى؛ لذلك تشهد الضفة الغربية، عمان، "دولة" الكيان والكيانات الموالية لها نشاطا دبلوماسيا وأمنيا "بركانيا" لم تشهده المنطقة منذ 1948 …لماذا؟

 

ببساطة، لأن فلسطين هي أول الشرر، ومنها تبدأ وتنتهي الثورات، فإن بدأت ربيعها "المنتظر" فسينتقل شرره إلى كل بلاط العرب، وسيقفز "الخبر" الفلسطيني إلى بدايات الأخبار في كل النشرات، وهو ما سعى لمنعه النظام العربي الرسمي الذي تبرأ من فلسطين وأهلها، وسلمها لقمة سائغة للعدو، لكل هذا نرى هذه الزيارات واللقاءات المكوكية غير المسبوقة، وجاء الرد سريعا من بئر السبع والخضيرة وقرية الخيرية المقام على أرضها مستعمرة بني براك!

السيناريوهات اليوم مفتوحة على مصراعيها، وما يجمعها هو أن فلسطين كانت ولم تزل ساحة الصراع الرئيسة، وعليها ومن أجلها ومنها يبدأ التاريخ وينتهي، ليس تاريخ المنطقة فقط بل ربما تاريخ البشرية، فمن يسيطر عليها يسيطر على العالم، ويبدو أن بداية نهاية سيطرة العدو ومن وراءه ومن يشد على يديه عليها قد بدأت، والله أعلم!