سياسة دولية

أضخم غواصة في العالم تبدأ خدمتها في البحرية الروسية

الغواصة تسير بالطاقة النووية- البحرية الروسية

تسلمت القوات البحرية الروسية غواصة "بيلغورود"، التي لقبت بعملاق البحار، بسبب حجمها وقدراتها، والتي يرجع تصميمها إلى الحقبة السوفيتية، وأرجئ دخولها الخدمة رسميا عدة مرات، قبل أن تخرج من مصنع عسكري أوائل الشهر الجاري.

والغواصة من طراز كاي-329 بيلغورود، التي توصف بأنها من أضخم الغواصات في العالم، حيث يناهز طولها 184 مترا، وقادرة على حمل طوربيدات نووية.

وهذه الغواصة ذات الإمكانيات الخارقة قد تشكل ورقة تؤثر على مجرى الحرب في أوكرانيا، والنزاع بين روسيا والغرب، بحسب خبراء.

أشارت صحيفة "دي ويليت" الألمانية إلى أن غواصة بيلغورود تحمل اسم مدينة روسية تقع على بعد 35 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا، ووضعت على ذمة البحرية الروسية في الثامن من تموز/ يوليو 2022.

ورسميا، تكلف هذه الغواصة العملاقة، التي يبلغ عرضها 18 مترا وارتفاعها 9 أمتار ويدفعها محركان نوويان، بمهام استكشافية علمية للمشاركة في تطوير شبكة من أجهزة الاستشعار تحت الماء في القطب الشمالي، وتنفيذ عمليات إنقاذ.

 

 

 


غير أن العديد من المراقبين يرون أن هذه الغواصة التي تعد اليوم من أضخم الغواصات وأعتاها في العالم، قد تستخدم لأغراض تجسسية وعسكرية وحتى تخريبية، كالنيل من منشآت ربط الإنترنت في عمق المحيطات.

وقالت وكالة أنباء تاس الروسية، إنه تم تجهيز غواصة بيلغورود منذ عام 2019، وكان من المفروض أن تسلم إلى البحرية الروسية في عام 2020 بعد سلسلة من التجارب والاختبارات، إلا أن جائحة فيروس كورونا تسببت في تأجيل ذلك.

وقالت وسائل إعلام أمريكية، إنها أكبر حتى من أوهايو، غواصة البحرية الأمريكية، والتي يناهز طولها 171 مترا. 

غواصة بيلغورود هو مشروع عاد إلى النور بعد أكثر من ثلاثين عاما من الأبحاث والتطوير التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، فخرج مؤخرا من مصنع سافماش البحري إلى مياه البحر الأبيض المجمدة في سيفارودفينسك.

الصحيفة الألمانية "دي ويليت" تؤكد أن هذه الغواصة قادرة على إطلاق ستة صواريخ نووية "بوسايدون" الخارقة، والتي قد يصل طولها إلى 24 مترا، وتزن مئة طن، وهي صواريخ قادرة على حمل طوربيدات ذات رؤوس نووية، وبلوغ أهداف على بعد 10 آلاف كيلومتر. وبالتالي فإنها تستطيع نظريا بلوغ مناطق ساحلية، والتسبب -بحسب بعض المحللين- في حدوث تسوناميات مدمرة.

الخبير الأمريكي في الغواصات البحرية أتش سوتون، ذكر على موقع نافال نيوز المتخصص أن هذه الطوربيدات النووية الضخمة "فريدة من نوعها في تاريخ البشرية"، ولديها قدرات تدميرية رهيبة، ويجب عدم الاستهانة بها.

لكن الجنرال الفرنسي دومينيك ترانكان، القائد السابق للبعثة العسكرية الفرنسية لدى الأمم المتحدة، قال: هي فقط أداة ردع إضافية تعزز تأثير العتاد العسكري البحري الروسي، ويؤكد ترانكان أن غواصة بيلغورود لها وظيفة إعلامية أساسا "لا نعلم قدراتها النووية، ولا نعرف إذا كانت نموذجا تجريبيا، وليس لدينا معلومات مؤكدة إذا كانت تعمل أصلا".