سياسة دولية

غوتيرش يشارك باجتماع دولي في قطر لإيجاد سبل للتأثير على طالبان

لم تعترف أي دولة حتى الآن بشرعية طالبان - الأناضول
تستضيف قطر يوم الاثنين اجتماعا دوليا ومسؤولين أممين، على رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في محاولة أخرى لإيجاد سبل للتأثير على سلطات طالبان في أفغانستان.

وقال دبلوماسيون إن حكومة طالبان ستغيب عن المحادثات التي سيشارك فيه ممثلون لنحو 25 دولة ومنظمة دولية، بحسب "فرانس برس".

وتعتبر الأمم المتحدة أن أفغانستان تشهد إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تؤكد الأمم المتحدة والدول الغربية أن حكومة طالبان لن تحصل على اعتراف دولي، في ظل القوانين التعسفية التي تصدرها، وخاصة بحق النساء.

وربط المجتمع الدولي الاعتراف بنظام طالبان والإفراج عن المساعدات الإنسانية والمالية التي تعتبر حيوية لدعم الأفغان العالقين في براثن الفقر، باحترام طالبان لحقوق الإنسان، وخصوصًا حقوق النساء في الدراسة والعمل.

ولم تعترف أي دولة حتى الآن بشرعية الحكومة منذ عودة طالبان إلى السلطة بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان عام 2021، علمًا أن حكومة طالبان السابقة التي حكمت البلاد بين عامَي 1996 و2001 لم تحصل على اعتراف رسمي إلا من ثلاث دول هي باكستان والإمارات والسعودية.

ورفضت الأمم المتحدة الكشف عن مكان انعقاد الاجتماع في العاصمة القطرية، ومن هي الجهات المشاركة فيه.


وأفاد دبلوماسيون بأن الأمين العام للأمم المتحدة سيكشف عن آخر تطوّرات عملية مراجعة لأداء المنظمة الدولية في أفغانستان كانت قد أُطلقت في نيسان/ أبريل، بعد إعلان سلطات طالبان حظر عمل النساء مع وكالات الأمم المتحدة.

ومنعت طالبان في الرابع من نيسان/ أبريل عمل النساء الأفغانيات في مكاتب الأمم المتحدة في جميع أنحاء البلاد، وهو حظر كان محصورًا بالمنظمات غير الحكومية.

واعتبرت المنظمة أن قرار حركة طالبان يضعها أمام "خيار مروع" إزاء مواصلة عملياتها الضخمة في البلد، الذي يبلغ عدد سكانه 38 مليون نسمة.

وتبنّى أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر بالإجماع الخميس قرارًا يدين قرار طالبان الأخير، داعين الحركة إلى "التراجع السريع" عن السياسات والممارسات التي تقيد الحريات الأساسية للنساء والفتيات، غير أنّ وزارة الخارجية الأفغانية أكّدت أن الحظر هو "شأن اجتماعي داخلي لأفغانستان".

ورأى ريتشارد غوان، الخبير المتخصص في شؤون الأمم المتحدة لدى مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة غير حكومية مستقلة، أن الأمم المتحدة "في فخّ فيما يخصّ أفغانستان".

وقال: "يتعيّن على غوتيريش فكّ عقدة شائكة للغاية. ينبغي عليه أن يجد طريقة لإبقاء تدفق المساعدات إلى أفغانستان، لكن حظر طالبان (عمل) النساء يمثل ضربة كبيرة لقدرة الأمم المتحدة على العمل في البلاد".

وأكد غوان أن الأسرة الدولية تريد أن تحافظ الأمم المتحدة على حضورها الأساسي في أفغانستان.

وأضاف: "هناك الكثير من الخلافات بين أعضاء مجلس الأمن حول أفغانستان. لكن الجميع، بمن فيهم روسيا والصين، يتفقون على أن وجود الأمم المتحدة في كابول أفضل من عدم وجودها".


ولم تعطِ الأمم المتحدة سوى مؤشرات قليلة عن المقترحات التي قد يتمّ تقديمها في الاجتماع.

وأجرت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى محادثات مكثفة حول كيفية التعامل مع طالبان واحتمال تقديم حوافز لتشجيع الحركة على إحداث تغييرات في سياساتها.

والعام الماضي، أعلنت واشنطن إنشاء صندوق في سويسرا لإدارة أصول بقيمة 3,5 مليارات دولار للبنك المركزي الأفغاني مجمدة في الولايات المتحدة منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان.

وقُدّمت اقتراحات بشأن درس الإدارة الأمريكية احتمال تخفيف العقوبات عن أفغانستان.