سياسة دولية

مظاهرة أمام مقر الحكومة البريطانية في لندن رفضا للحرب ضد غزة

متظاهرون بريطانيون يطالبون حكومة بلادهم بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح والضغط لوقف الحرب على غزة (عربي21)
تظاهر  متضامنون بريطانيون مع قطاع غزة، مساء اليوم الأربعاء، أمام مقر الحكومة البريطانية في لندن؛ رفضا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومطالبة بوقف الحرب ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة.

وجاءت المظاهرة بدعوة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وحملة التضامن البريطانية مع فلسطين (PSC)، ومنظمة أصدقاء الأقصى (FOA)، والرابطة الإسلامية في بريطانيا (MAB)، ومنظمة أوقفوا الحرب، ومنظمة أوقفوا التسليح النووي.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة للمقاومة الفلسطينية والمنددة بجرائم الاحتلال وبالتواطؤ الغربي مع الاحتلال، من خلال الدعم السياسي والعسكري.

وطالب المتظاهرون الحكومة البريطانية بوقف دعمها للاحتلال، ووقف تزويده بالسلاح، الذي تستخدمه إسرائيل في جرائم ضج الإنسانية.

ولم تمنع الأمطار عشرات المتضامنين من القدوم إلى مكان التظاهرة، التي جرت في ظل إجراءات أمنية مشددة، لا سيما بعد المجزرة التي استهدفت مستشفى المعمداني في قطاع غزة مساء أمس الثلاثاء، وراح ضحيتها نحو 500 شهيد.

ورفع المتظاهرون آذان صلاة المغرب، قبل أن يقيموا الصلاة مقابل مقر الحكومة البريطانية مباشرة، مرفوقة بدعاء مطول باللغتين العربية والإنجليزية لصالح غزة خاصة وفلسطين عامة، والدعاء على الظالمين والمحتلين.

وغردت الناشطة البريطانية شيلي أسكويث، التي شاركت تسجيلا لصلاة المغرب التي أداها المتظاهرون، على صفحتها على منصة "إكس" قائلة: "الليلة في لندن، بعد وقفتنا الاحتجاجية وتحت المطر الغزير، يصلي الآلاف معًا حدادًا على أولئك الذين قتلوا في غزة.".



وتأتي مظاهرة لندن اليوم ضمن سلسلة من التحركات التي يقودها متضامنون بريطانيون في عدد من المدن البريطانية مع الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.

فقد طالب أكثر من ألفي فنان بريطاني بضرورة وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وفتح معبر رفح اليوم الثلاثاء، للسماح بدخول قوافل المساعدات وسط تصاعد جرائم الاحتلال على القطاع.

وأصدرت منظمة "فنانون من أجل فلسطين في المملكة المتحدة" رسالة موقعة من أكثر من 2000 فنان، من بينهم روائيون ومغنون وكتاب مسرحيون ومخرجون مشهورون، بالإضافة إلى ممثلين مثل: تيلدا سوينتون، وتشارلز دانس، وستيف كوغان، وميريام مارغوليس، وبيتر مولان.

وقالت الرسالة، التي نشرتها أيضا صحيفة "العرب في بريطانيا" الإلكترونية: "نحن نشهد جريمة وكارثة، لقد حولت إسرائيل جزءًا كبيرًا من غزة إلى أنقاض، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء عن 2.3 مليون فلسطيني. وعلى حد تعبير وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإن شبح الموت يخيم على المنطقة".

وانتقدت الرسالة الحكومات التي أعربت عن دعمها غير المشروط لأعمال إسرائيل الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، وقالت إنه سيأتي وقت تُحاسب فيه على تواطئها”.

وأضافت الرسالة: "في الوقت الحالي، بينما ندين كل عمل من أعمال العنف ضد المدنيين وكل انتهاك للقانون الدولي، أيا كان مرتكبوه، فإن واجبنا هو بذل كل ما في وسعنا لوضع حد للقسوة غير المسبوقة التي ترتكب ضد غزة".

وأكدت الرسالة على موقف الموقعين ضد تدمير غزة والتهجير الجماعي القسري للفلسطينيين، وطالبت الحكومات بإنهاء دعمها العسكري والسياسي لأعمال الاحتلال الإسرائيلي الدموية.

بينما ظل الموقف الرسمي في بريطانيا، وكذا الإعلامي، أكثر انحيازا لإسرائيل، فقد كان وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي قد أكد في تغريدة له مساء أمس الثلاثاء، تعليقا على مجزرة مستشفى المعمداني في غزة: "إن تدمير المستشفى الأهلي يمثل خسارة فادحة في الأرواح البشرية".

وأضاف: "لقد كانت المملكة المتحدة واضحة. إن حماية الحياة المدنية يجب أن تأتي في المقام الأول".

وأنهى تغريدته دون إدانة صريحة للجريمة، قائلا: "ستعمل المملكة المتحدة مع حلفائنا لمعرفة ما حدث وحماية المدنيين الأبرياء في غزة".

ومنذ اليوم الأول لاندلاع عملية "طوفان الأقصى"، أعلنت الحكومة البريطانية إدانتها لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، واتهمتها بالإرهاب.

وزار وزير الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي الأسبوع الماضي إسرائيل، لإعلان وقوف الحكومة البريطانية معها في وجه "الإرهاب".

وأجرى رئيس الحكومة البريطانية ريتشي سوناك مجموعة من الاتصالات بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبالرئيس محمود عباس، واستقبل هنا في لندن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كما التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أجل العمل لوقف التصعيد.

وتشهد العديد من المدن البريطانية مظاهرات شعبية ضخمة؛ رفضا للحرب التي تقودها إسرائيل ضد غزة، ومطالبة بوقف تسليح إسرائيل.

وأعلن متحدث وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، مساء أمس الثلاثاء، أن "ما يزيد على 500 شهيد" سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في القطاع.

وقال القدرة في تصريحات خاصة أدلى بها للأناضول، إن "ما يزيد على 500 فلسطيني قتلوا خلال قصف إسرائيلي استهدف محيط المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة".

وبحسب تقرير لوكالة الأناضول، فإن آلاف الفلسطينيين النازحين يوجدون في ساحات ومحيط المستشفى الذي تعرض للقصف.

من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن الطائرات الإسرائيلية "شنت غارة على المستشفى الكائن بحي الزيتون بغزة في أثناء تواجد آلاف المواطنين النازحين الذين لجأوا إليه، بعد أن دمرت منازلهم، وبحثوا عن مكان آمن".

ووفق الوكالة "أظهرت مقاطع فيديو، مركبات الإسعاف وهي تنقل الشهداء والمصابين، بالإضافة إلى اندلاع حريق جراء القصف".

من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن "مجزرة المشفى الأهلي وسط قطاع غزة جريمة إبادة جماعية".

وأضافت في بيان وصل الأناضول: "المجزرة المروعة التي نفذها الاحتلال الصهيوني في المشفى الأهلي العربي وسط قطاع غزة جريمة إبادة جماعية، تكشف مجددا حقيقة هذا العدو وحكومته الفاشية وإرهابها، وتفضح الدعم الأمريكي والغربي لهذا الكيان"، على حد قولها.

ودعت الحركة المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى "تحمل مسؤوليتهم، والتدخل الفوري العاجل لوقف غطرسة الاحتلال وجيشه الفاشي، ومحاسبته على ما يقترفه من إبادة جماعية منذ أحد عشر يوما".

ولليوم الثاني عشر على التوالي، تشن إسرائيل غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، ردا على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس وفصائل فلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.