سياسة عربية

نشطاء ومثقفون مغاربة يوجهون نداء لوقف التطبيع دعما لغزة

الاستمرار في التطبيع يُشكل ضربة قاضية للقضية الفلسطينية وإهانة للمغربيات والمغاربة، ولا يخدم مصالح البلد الذي عبّر عن انفتاحه بشكل دائم.. (فيسبوك)
أطلق عشرات النشطاء والمثقفين المغاربة نداء من أجل الإيقاف الفوري للتطبيع وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، في خضم جرائم الحرب التي يرتكبها هذا الكيان في حق الفلسطينيين، للقضاء عليهم بإبادتهم وتهجيرهم.

ودعا أكثر من 180 مغربيا وقع على نداء نشرته صحيفة "لكم" المغربية اليوم، الدولة المغربية إلى الإيقاف، وبشكل رسمي وصريح، لكل علاقة مع الكيان الصهيوني الذي تلطّخت أياديه بدماء الضحايا من الأطفال والنساء والشباب.

وأوضح الموقعون أن الدعوة تأتي بناء على القيم الإنسانية، وتنديدا بمسلسل الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، ودعما لحق هذا الأخير في الوجود، وصونا لكرامة المغاربة واحتراما لمشاعرهم واصطفافهم الدائم واللامشروط إلى جانب الفلسطينيين ومساندتهم للمقاومة الفلسطينية الباسلة.

وأكد النداء أن الاستمرار في التطبيع يُشكل ضربة قاضية للقضية الفلسطينية وإهانة للمغربيات والمغاربة، ولا يخدم مصالح البلد الذي عبّر عن انفتاحه بشكل دائم، هذا ناهيك عن أن المستفيد الأول والأخير من هذا التطبيع هو الكيان الغاصب الذي يستعمله كذريعة ليشرعن لاستمراره في الاحتلال والتقتيل والتهجير والإبادة في حق الشعب الفلسطيني.

ودعا ذات المصدر الدولة إلى أن تلعب دورا فعالا في الضغط لإيقاف شلال الدم والهجوم على مدنيين عزل، وفي تسهيل وصول المساعدات الإنسانية في أفق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.

وتوقف الموقعون في ندائهم على تمادي الكيان الصهيوني في ضرب عرض الحائط بكل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وبالقانون الدولي ونقضه للعهود، وممارسته العقاب الجماعي للفلسطينيين. وتساءل النداء "كيف يمكن لبلدنا المغرب أن يستمر في تطبيع العلاقات مع دولة الأبارتايد والإبادة العرقية للفلسطينيين؟" التي تسعى منذ 7 أكتوبر إلى دكّ منطقة بكاملها، ما خلف آلاف الشهداء، أغلبهم أطفال ونساء، إضافة إلى نسف البنى التحتية لغزة كي تصبح غير صالحة للحياة واستهداف المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة.



ومنذ اليوم الأول لاندلاع الحرب على قطاع غزة وانطلاق المظاهرات الشعبية المؤيدة للفلسطينيين في المغرب، رفع المغاربة بالإضافة إلى شعار وقف الحرب شعار إسقاط التطبيع، الذي أصبح ملازما لكل المظاهرات المؤيدة لفلسطين في المغرب.

وفي 22 ديسمبر/ كانون الأول 2020، وقّع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أمين عام "العدالة والتنمية"، على "إعلان مشترك" بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أمريكي للرباط.

واتفق المغرب وإسرائيل، بحسب الإعلان، على "مواصلة التعاون في عدة مجالات، وإعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب، والاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية، وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة".

وفي 10 ديسمبر/كانون أول، أعلن المغرب اعتزامه استئناف العلاقات الرسمية مع إسرائيل، التي توقفت في 2000.

وفي اليوم نفسه أعلن الرئيس الأمريكي حينها، دونالد ترامب، اعتراف بلاده بسيادة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو"، المدعومة من الجزائر.

وبجانب المغرب، وقعت الإمارات والبحرين، خلال 2020، على اتفاقيتي تطبيع مع إسرائيل، فيما أعلنت الحكومة السودانية قبولها تطبيع علاقاتها مع تل أبيب لحين تشكيل البرلمان المخول بإقرار الاتفاقيات.

ومنذ 45 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل فلسطيني، بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.