سياسة عربية

الفلسطينيون يشيعون شهيدين ويشتبكون مع الاحتلال في الضفة وغزة

تجدد المواجهات في جمعة الغضب الثامنة- أ ف ب
أصيب عشرات الفلسطينيين بجراح مختلفة وحالات اختناق، جراء إصابتهم برصاص الاحتلال الإسرائيلي الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع، إثر مواجهات معه في ثامن جمعة غضب، في الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

الصفة الغربية

وفي الضفة الغربية أصيب سبعة فلسطينيون بجراح مختلفة، وعشرات آخرين بحالات اختناق، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال في مواقع متفرقة من الضفة الغربية، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وقالت الجمعية في بيان لها، إن طواقمها تعاملت مع سبعة مصابين، بينهم خمسة بالرصاص الحي، ومواطنين اثنين بالرصاص المطاطي، في مواجهات متفرقة في الضفة الغربية.

وقال مسعفون ميدانيون، إنهم قدموا العلاج الميداني لعشرات المصابين بحالات اختناق، خلال مواجهات متفرقة في الضفة الغربية، إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.

وكانت مواجهات اندلعت، الجمعة، على حاجز (بيت إيل)، قرب رام الله، وسط الضفة الغربية، كما اندلعت مواجهات قرب بيت لحم (جنوب)، وأخرى قرب قلقيلية (شمال)، ومواجهات في حي رأس الجورة في مدينة الخليل (جنوب).

وفرق جيش الاحتلال، المسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، في بلدات نعلين وبلعين والنبي صالح غرب رام الله، وكفر قدوم غرب نابلس.

واستخدم الجيش، الرصاص الحي والمطاطي وقنابل مسيلة للدموع، لتفريق المتظاهرين.

غزة

وفي غزة أصيب عشرون فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات اندلعت بعد ظهر الجمعة في مناطق التماس مع الاحتلال، على ما أفادت مصادر طبية.

وقال الطبيب أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة: "أصيب 20 مواطنا بالرصاص الحي الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي في المواجهات في القطاع التي تواصلت حتى المساء".

وأشار إلى أن من بين المصابين "15 أصيبوا في المواجهات شرق الشجاعية" شرق مدينة غزة، و"أصيب اثنان قرب معبر بيت حانون (إيريز) في شمال القطاع، وثلاثة أصيبوا في المواجهات شرق خان يونس (جنوب القطاع)، إضافة إلى اثنين أصيبا شرق مخيم البريج (وسط القطاع)"، موضحا أن بين المصابين "حالة خطرة جدا".

وذكر مسعفون أن "المصور الصحفي الحر علي عاشور أصيب برصاصة في القدم في المواجهات شرق البريج".

وأوضح القدرة أن عشرات المتظاهرين أصيبوا أيضا بالاختناق نتيجة لقنابل الغاز المسيل للدموع التي يطلقها الجيش. 

وتجددت المواجهات بعد تظاهرة نظمتها القوى الوطنية والإسلامية بعد ظهر الجمعة في غزة، إذ توجه مئات الشبان والصبية إلى مناطق التماس مع الاحتلال.

وخلال التظاهرة التي شارك فيها ألاف المواطنين في ساحة "الجندي المجهول" غرب مدينة غزة دعت الفصائل إلى مواصلة "انتفاضة القدس" تحت عنوان "جمعة أصحاب الأرض".

وفي كلمته أمام المتظاهرين دعا إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس إلى "مواصلة الانتفاضة حتى دحر الاحتلال".

من جانبه شدد خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في كلمته على أن "الانتفاضة المستمرة هي رسالة واضحة للمجتمع الدولي بان الشعب الفلسطيني وصل لمرحلة القنوط من كل محاولات التسوية السياسية التي لم تفض حتى اللحظة إلا إلى مزيد من التهويد والتقسيم وعدم الاعتراف بحقه".

تشييع شهيدين

فيما أقيمت جنازتان منفصلتان لشهيدين فلسطينيين الجمعة، في مدينة الخليل في الضفة الغربية وقرية عناتا بضواحي القدس.

وفي الخليل شارك المئات في جنازة شادي عرفة الذي استشهد برصاص القوات الاحتلال في أعقاب عمليتي إطلاق نار ودهس بسيارة في الضفة الغربية أمس الخميس.

وفي الضفة الغربية أيضا أخرجت جثة محمود عليان البالغ من العمر 22 عاما من مستشفى رام الله بعد أن استشهد متأثرا بجراحه. وكان قد أصيب برصاصة حية في الرأس في مدينة رام الله خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في الأسبوع الماضي.

تعليق تصاريح عمال فلسطينيين

من جهة أخرى أصدر منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق الفلسطينية، الميجور جنرال يؤاف مردخاي، توجيهات بتعليق تصاريح العمل الخاصة التي منحت لـ1200 فلسطيني وذلك حتى استكمال التحقيق مع الشخص منفذ عملية طعن في تل أبيب أمس الخميس، علما بأنه كان يحمل مثل هذا التصريح.
 
وكان مصدر أمني قد أكد انه لن يتم فرض قيود على 200 ألف فلسطيني يحملون تصاريح عمل وإقامة عادية داخل الأراضي المحتلة، موضحا أن الاحتلال غير معني بجعل هؤلاء الفلسطينيين متذمرين بسبب كونهم عاطلين عن العمل، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
 
يشار إلى أن 52 ألف فلسطيني من الضفة الغربية يتوجهون إلى أماكن عملهم في الأراضي المحتلة يوميا.
 
ويحمل معظمهم تصاريح يومية فيما يحمل أقل من ثلث منهم تصاريح بالمبيت بناء على طلب أرباب عمل.
 
وتقدر الأجهزة الأمنية عدد الفلسطينيين الذين يدخلون الأراضي المحتلة دون تصاريح يوميا ب40 ألفا.

وتشهد الأراضي الفلسطينية وبلدات عربية داخل الخط الأخضر(الأراضي المحتلة عام 48)، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين أول الماضي، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة أمنية إسرائيلية.