حول العالم

نوسترو فيليو: أخطاء يجب أن تتجنبها في تعاملك مع صغيرك

مساعدة الآباء لأطفالهم كثيرا في القيام بواجباتهم المنزلية هي عادة تعلم الأطفال الملل والخمول - أرشيفية
نشرت صحيفة "نوسترو فيليو" الإيطالية تقريرا، تحدثت فيه عن الأخطاء الشائعة في تعامل الآباء مع صغارهم، مثل الصراخ والشتم واللوم والإهانة أمام الناس؛ والتي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن جميع الأولياء يمكن أن يخطئوا في تصرفاتهم مع أطفالهم، ولذلك يجب توعية الآباء، خاصة وأن العصر الذي نعيشه فيه الكثير من المشاغل، ما يمكنه أن يلهي الآباء عن الاهتمام بأطفالهم. 
 
وذكرت الصحيفة أنه يجب تجنب عبارات من قبيل "كن حذرا" أو "لا تفعل"؛ فهذه الطريقة خاطئة تماما. وفي هذا الإطار قالت الطبيبة النفسية روبرتا ماريوتي إنه "على الطفل أن يجرب، ويواجه المخاطر ويحاول التغلب عليها بمفرده، فلا داعي لقلق الوالدين في كثير من الحالات". 

وأضافت الصحيفة أنه لا يجب أن نلبي كل طلبات الطفل، خاصة إذا تعلق الأمر بالجانب المادي. كما أن النظرية التي تقول إن "الأطفال يكونون أكثر سعادة بتوفير كل الأشياء التي يريدونها"، هي خاطئة، وعموما فإن الأطفال يفتقرون إلى القدرة على تقدير هذه الأمور، لذلك من المهم جداً أن يقيّم الكبار ما إذا كان الطفل حقا بحاجة لشراء الشيء الذي طلبه أو أنه أمر ثانوي. 
 
وأشارت الصحيفة إلى ضرورة تجنب إهانة الطفل وتوبيخه، فلا يجب أن نقول على سبيل المثال: "ماذا فعلت ليكون لي ابن مثلك" أو "اسكت وتناول الطعام"؛ فإن هذه العبارات من شأنها أن تذل وتهين الطفل. 

كما أنه يجب منح الطفل قواعد واضحة حتى لا يتجاوزها، بدلا من الأوامر التي غالبا ما تؤدي إلى معاقبته واللجوء إلى العنف. وبالإضافة إلى ذلك فإنه بدلا من لومه يمكن تقييم سلوك الطفل بطريقة سلسة، مثل تنبيهه من خلال عبارات لطيفة مثل "أنا لست سعيدا بما قمت به".
 
وبينت الصحيفة أن التدخل في علاقات الأطفال ببعضهم أمر خاطئ؛ فإذا كان لدى الطفل مشكلة مع أحد أصدقائه فمن الصواب أن نستمع إليه ونقدم له مقترحات لحلها، كما يجب تجنب التدخل المباشر الذي سينتج عنه حتماً العديد من المشاكل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن استعمال العبارات السيئة أمام الطفل يعتبر سلوكا سيئا له انعكاسات سلبية على شخصيته.
 
وبينت الصحيفة أنه من الخطأ أن يعتقد الآباء أن ابنهم أفضل وأحسن طفل في مجتمعهم؛ فذلك سيولد الأنانية وحب الذات في الصغير. وفي هذا السياق قالت الدكتورة روبرتا ماريوتي إنه "في الواقع، تجعل هذه السلوكيات الطفل يكره الآخر، ويميل إلى الوحدة والعديد من الصفات السلبية الأخرى". 
 
وأكدت الصحيفة على أنه في حال حصول أي سوء تفاهم بين الصغير ومعلمه فمن الأفضل أن يطلب أحد الأبوين مقابلته مباشرة، لمعرفة أين يكمن الخطأ على وجه التحديد والابتعاد عن إشراك الطفل في ذلك، رغم أنه أساس الموضوع. 

كما أن من الضروري تجنب مقارنة الطفل بزملائه في الدراسة من أجل تشجيعه على التنافس؛ لأن إجراء مقارنات مستمرة يمكن أن يعطي الطفل انطباعا بأن الآخرين هم الأفضل، كما أن هذه الطريقة تجعل الطفل مستسلماً ولا يريد السعي للتحسن وتطوير نفسه. 
 
واعتبرت الصحيفة أن مساعدة الآباء لأطفالهم كثيرا في القيام بواجباتهم المنزلية هي عادة تعلم الأطفال الملل والخمول وعدم الاعتماد على الذات. كما أن سلوكيات الوالدين وأوضاعهم المادية أو المعنوية ستؤثر على صغارهم، لذلك يعتبر عدم وجود تماسك بين الوالدين سببا في العديد من المشاكل لدى الأطفال كالإحباط، الغضب السريع والارتباك. 
 
وأقرت الصحيفة أنه من الهام عدم إجبار الأطفال على القيام بشيء لا يرغبون فيه، بدعوى أن أصدقاءه يمارسون تلك الرياضة أو الهواية. كما أنه لا ينبغي منع الأطفال من القيام بممارسة هواياتهم، مثل منعهم من لعب كرة القدم وإجبارهم في المقابل على لعب كرة السلة لأنها تساهم في تطويل القامة مثلا. وفي هذا السياق يقول المربي دانييلي نوفارا إنه "قبل أن تقترح أي نشاط، أو شراء لعبة، أو إعطاء وجبة خفيفة ولذيذة، يجب النظر في رغبات طفلك". 
 
وفي الختام؛ بينت الصحيفة من جديد أن المساعدة المستمرة للأطفال لا تترك لهم فرصة التجربة، واكتساب الخبرة والاعتماد على النفس. وحول هذا الموضوع، قالت الأخصائية النفسانية روبرتا ماريوتي، إنه "على الأبوين أن يكونوا متوازنين في علاقتهم مع أبنائهم، فلا إفراط ولا تفريط".