هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يعلم الاتحاد أن مشاركته في الحوار الوطني الاستشاري ستضرب قيمته الاعتبارية لأنه سيكون مجرد ملحق وظيفي بمشروع الرئيس، كما أن إمضاءه على الإملاءات الاقتصادية التي تفرضها الجهات المانحة سيفقد علة وجوده ذاتها. وهو أمر سيجعلنا في الأيام القادمة أمام "صراع وجودي"
أثار التشبيه الذي ساقه وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، للتأكيد على أهمية الحوار الذي دعا له رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، موجة سخرية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هل تكون الدعوات إلى الحوارات الوطنية في الدول العربية مدخلا حقيقيا لحل الأزمات الداخلية؟ ام أنها مجرد محاولة شكلية لتجاوز الأزمات القائمة وتقطيع الوقت لحين تبلور صورة الأوضاع الإقليمية والدولية؟
في ظل عجز فرد وحده على التأثير على طاولة تفاوض (حوار)، تبدأ من نقد ذاتي وعلني أمام الجمهور المسكين، فإن الأشرف سياسيا عدم قبول ما سيصدر عن هذه الطاولة من حلول وعدم الترويج لنجاح كاذب؛ لأن الانقلاب سيستمر ولو بدون قيس سعيد، فجوهر الانقلاب هو الأزمة التي صنعته وأدت إليه
يأمل النظام بهذا الحوار الديكوري في أنه قد يتمكن من تخفيف الضغوط الدولية، وقد يستطيع الحصول على المزيد من المنح والقروض لتجنب شبح الإفلاس..
الحل هو في الخلاص من السيسي، لكي تفتح جميع المجالات وليس التحاور مع السيسي وإعطاءه قبلة حياة. الحل في المقاومة السلمية وليس النقاش الوطني مع نظام ليس وطنيا.
وصف الحقوقي المصري البارز، بهي الدين حسن، الدعوة التي أطلقها رئيس النظام عبد الفتاح السيسي لإجراء حوار وطني مع القوى السياسية المختلفة بأنها "دعوة إلى مسرحية حوار يُجرى فيها توزيع الأدوار وفق رؤية المؤلف الأوحد الذي سيضع أيضا خاتمة المسرحية بنفسه، وذلك مع الأطراف التي ستقبل بدور ككومبارس..
عندما يسمعني الكثيرون أتحدث عن ضرورة أن أكتب رسالة كهذه إليك، يتهمونني بالتفاؤل لدرجة السذاجة، ويقولون لي ناصحين: إن رجلا مثلك ترأس إدارة الرعب لفترة طويلة، لن يفكر أبداً في الاستدارة وتغيير المسار.. لن يقدر على إيقاف الجرائم..
أطلق رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا، "مبادرة" لإجراء حوار شامل في إطار المصالحة الوطنية يستهدف كل القوى السياسية والمجتمعية والعسكرية الراغبة في حل أزمة البلاد.
بعد أن استفرغ ما في قاموسه من مفردات الشتائم والتحريض والتخوين، وبعد اشتغاله طويلا على طهورية افتراضية وشعبية فيسبوكية، وبعد محاولاته تخويف معارضيه، وبعد فشل حملاته التحشيدية للمرة الثالثة، أما آن لقيس سعيد أن يُريح ويستريح؟
ينتظر السيسي أياما سوداء، ستقضي على أحلامه في جمهورية جديدة وعاصمة جديدة، وحقبة وردية جديدة لطالما وعد المصريين بها..
كما كانت دعوة السيسي لحوار شامل في 2012 إيذانا بالانقلاب على التجربة الديمقراطية الوليدة، فإن شاء الله تعالى ستكون دعوته الكاذبة للحوار في 2022 إيذانا بسقوط حكم العسكر..
إذا كانت المقدمات تقود إلى نتائج، فلنا أن نستنتج مآلات هذا الحوار الوطني الذي لن يكون أكثر من ديكور لتزيين وجه النظام..
الحديث عن حوار مجتمعي حقيقي وأسرة مصرية حقيقية، يستوجب الكثير خلاف ما يقوم به النظام من ممارسات، بدءا من اعتقالات وانتهاكات لكل حقوق الإنسان، مرورا بقمع الحريات وتكميم الأفواه والهيمنة على مقدرات البلد واقتصادها، وبيع أصولها لصالح فئة محددة منتفعة أو لسيطرة مؤسسته العسكرية، وصولا لاستعادة الشعب حريت
لا شك أن خطة الإصلاح التي تم الإعلان عنها في إفطار الأسرة ستحدث نقلة كبيرة للبلاد إذا ما اتسمت الخطوات التنفيذية بالجدية والمصداقية، وتجاوز الماضي بكل آلامه، مع الحرص على جمع الشمل، وإعلاء مصلحة الوطن وأمنه واستقراره فوق كل اعتبار.
إنها اللقمة المتاحة لجائع عاجز، فقد ثبت فشل الشارع السياسي والحزبي في إحداث أي تحسين أو تأثير في كل الملفات، ووصل الوضع إلى وجود آلاف الرهائن في السجون وخارجها، وهذه المشكلة المؤلمة تحتاج إلى مرونة في النعامل السياسي والإنساني معها