سياسة عربية

بلحاج لـ "عربي21": الموقف العربي والإسلامي من الحرب على غزة ضعيف ومخادع

دماء وأرواح الأطفال والنساء والشيوخ وأهل فلسطين عامة معلقة ليس فقط بأعناق الاحتلال وحلفائه الغربيين بل وبأعناق الأنظمة السياسية العربية والإسلامية..
دماء وأرواح الأطفال والنساء والشيوخ وأهل فلسطين عامة معلقة ليس فقط بأعناق الاحتلال وحلفائه الغربيين بل وبأعناق الأنظمة السياسية العربية والإسلامية..
أكد القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر الشيخ علي بلحاج، أن المقاومة الفلسطينية وصمودها على مدى شهر ونصف في مواجهة أعتى أنواع الأسلحة الدولية، من شأنها أن تعيد صياغة الخارطة الدولية، منتقدا الموقف الرسمي العربي والإسلامي من الحرب على غزة، الذي وصفه بـ "الضعيف والمخادع".

واعتبر بلحاج في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن دماء وأرواح الأطفال والنساء والشيوخ وأهل فلسطين عامة معلقة ليس فقط بأعناق الاحتلال وحلفائه الغربيين بل وبأعناق الأنظمة السياسية العربية والإسلامية، باستثناء اليمن وإيران، وقال "إن الأنظمة العربية والإسلامية شريكة في الجرائم التي تتعرض لها غزة بصمتهم وعجزهم عن اتخاذ القرار اللازم في الوقت المناسب".

وانتقد بلحاج على نحو أخص الموقف الرسمي الجزائري، الذي قال بأنه "ضعيف بل ومخادع، لجهة القول بالوقوف إلى جانب فلسطين ظالمة أو مظلومة بينما على أرض الواقع هو يقوم بالعكس ويبحث عن صداقة حلفاء إسرائيل ويمنع حتى التظاهر نصرة لفلسطين".

ولفت بلحاج الانتباه إلى أن "ما ترتكبه قوات الاحتلال المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية بحق الأطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين العزل يدمي القلوب، لكن نتائجه السياسية والحضارية ستكون كبيرة، ليس فقط بإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمامات الدولية، وإنما أيضا بإعادة ملف الحريات والديمقراطية والعدالة والمساواة والحوار الحضاري ليشغل الناس في مختلف أنحاء العالم".

وأضاف: "نحن دائما مهما كانت هذه الظواهر مؤلمة وموجعة آنيا فمن ورائها فوائد كثيرة.. النقم والمحن تحمل في طياتها خيرا كثيرا، الذين استشهدوا أحياء عند ربهم يرزقون.. وهم علامة فوز عند الله ثم عند الناس.. هكذا حدث في الجزائر والتاريخ يحدثنا أيضا، وحدثنا القرآن عن ذلك في سورة الأخدود.. القضية دينية وفكرية وسياسية".

واعتبر بلحاج أن "الموقف العربي والإسلامي أقل من مستوى الحرب التي يخوضها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، حيث أنهم لم يكتفوا فقط بالمخادعة من خلال بيانات لا تقدم ولا تؤخر شيئا وإنما أيضا أغلقوا حدودهم في وجه الفلسطينيين، ورفضوا استخدام ما لديهم من أوراق ضغط على الغرب، بل وذهبوا أبعد من ذلك منعوا علينا حتى التظاهر رفضا للعدوان".

وتابع: "أنا هنا في الجزائر ممنوع من التظاهر ومن الاحتجاج، بل وممنوع حتى من الالتحاق بالصلوات في المساجد، بينما وزير الخارجية يسافر إلى بريطانيا شريكة إسرائيل في الحرب على غزة، وقائد الأركان شنقريحة في الصين من دون أي موقف جزائري جاد يخفف من حدة الحرب التي تقودها إسرائيل ضد الفلسطينيين".

وأكد بلحاج أن "الصمت العربي والرسمي على ما يجري من حرب على قطاع غزة، يعكس رغبة الحكام العرب في أن تخلصهم إسرائيل ليس فقط من حركة حماس، في سياق إتمام الإجهاز على الإسلام السياسي، وإنما أن تخلصهم من إرادة المقاومة التي تخيف أنظمة الظلم والاستبداد".

واعتبر بلحاج أن "صمود المقاومة الفلسطينية في مواجهة إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية طيلة هذه المدة، لا يعكس فقط إرادة الفلسطينيين للانعتاق من الاحتلال، وإنما أيضا يعكس تغيرا استراتيجيا يقوم على أن العدل هو أساس العمران، وأن استمرار الظلم والعدوان مؤذن بخراب العمران".

ودعا بلحاج "العرب والمسلمين إلى عدم إضاعة فرصة انتصار المقاومة التي حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر من أجل إعادة قراءة التاريخ والإسهام في صياغة العالم الجديد".

وقال: "إن الوقت الآن مناسب من أجل إنهاء منظمة الأمم المتحدة كما انتهت قبلها عصبة الأمم من أجل منظمات دولية ممثلة لكل شعوب العالم بالعدل والمساواة"، على حد تعبيره.

ومنذ 45 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل فلسطيني، بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
التعليقات (0)