سياسة عربية

سياسي مغربي لـ "عربي21": اتهام سعيّد للمرزوقي بالخيانة صادم

محمد الخليفة: اتهامات الرئيس التونسي قيس سعيّد لسلفه الرئيس المنصف المرزوقي غير معقولة

وصف القيادي السابق في حزب الاستقلال المغربي محمد الخليفة قرار الرئيس التونسي قيس سعيد بسحب جواز السفر الدبلوماسي من المرزوقي واتهامه بالتآمر على أمن الدولة، بأنه "صادم".

وقال الخليفة في تصريحات خاصة لـ "عربي21": "رؤساء الدول عندما تصلهم تقارير حول أشخاص من مواطني بلادهم بالتخابر، لا يصدرون الحكم بأنفسهم وإنما يحيلون الأمر إلى القضاء ليتابع الملف، هذا فضلا عن أنه لا يمكن لأي رئيس دولة أن يتهم أي مواطن من مواطنيه بالخيانة، هذه ليست مهمته".

وأضاف: "ما صدمني شخصيا، أنني لا أعرف الرئيس المنصف المرزوقي فقط، وما بذله من جهود مخلصة خدمة لبلاده وللقضايا الإنسانية العادلة، وإنما أعرف أيضا والده رحمه الله، الذي لجأ في ستينيات القرن الماضي إلى المغرب، وكان وطنيا من الطراز الرفيع".

ورفض الخليفة مطالبة الرئيس التونسي قيس سعيد بالتراجع عن اتهاماته للرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، وقال: "الأستاذ قيس سعيد ظاهرة استثنائية ديمقراطية من إبداعات تونس، لكن احترامي لتاريخ الدكتور المرزوقي يجعلني أربأ بنفسي أن أطلب من أحد أن يرفع عنه اتهامات من هذا القبيل.. فالمرزوقي أسمى وأرفع من هذا"، على حد تعبيره. 

وأعلن القضاء التونسي، الجمعة، فتح تحقيق بحق الرئيس الأسبق، المنصف المرزوقي، على خلفية تصريحات له، انتقد فيها الرئيس قيس سعيّد.

والثلاثاء، وجه منصف المرزوقي، الذي تولى رئاسة تونس بين عامي 2011 و2014، انتقادات لاذعة لسعيّد، على خلفية انقلاب 25 تموز/ يوليو الماضي.

وأمس الخميس، طالب سعيّد، في كلمة خلال إشرافه على أول اجتماع للمجلس الوزاري الجديد، بفتح تحقيق قضائي بحق من "يتآمرون على تونس في الخارج".

وأضاف: "من يتآمر على تونس في الخارج يجب أن توجه له تهمة التآمر على أمن الدولة في الداخل والخارج".

وتابع بأن جواز السفر الدبلوماسي سيتم سحبه من "أعداء تونس"، في إشارة واضحة إلى المرزوقي.

 

يذكر أنّ محمد المرزوقي والد الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي كان قد توفي في المغرب الأقصى الذي عاش فيه كلاجئ على خلفية انحيازه لخط صالح بن يوسف إبان الصراع الشهير بين البورقيبيين بقيادة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة واليوسفيين الذين عارضوا الاستقلال الذاتي عن فرنسا، داعين إلى مواصلة الكفاح إلى حين طرد المستعمر من الأقطار المغاربية الثلاثة بينما خيّر بورقيبة سياسة المراحل التي أفضت تدريجيا إلى الظفر بالاستقلال التام وتونسة هياكل الدولة.

 

إقرأ أيضا: تحقيق في تونس بشأن تصريحات للمرزوقي ضد سعيّد