سياسة عربية

بعد إلغاء الأسد للمنصب.. المعارضة تعين مفتيا عاما لسوريا

يعتبر الشيخ أسامة الرفاعي من أبرز العلماء الذين أعلنوا عن تأييد الثورة السورية

مقابل التأييد الواسع للخطوة التي أقدم عليها "المجلس الإسلامي السوري" المعارض بانتخاب مفتٍ عام للجمهورية العربية السورية بعد انتخابه من قبل أعضاء المجلس، خرجت بعض الأصوات المنتقدة، واضعة إعادة تعيين المفتي في إطار الرد على الفعل.

وكان "المجلس الإسلامي السوري" قد أعلن ليل السبت عن تعيين الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي مفتيا لسوريا، بعد أيام من إلغاء رئيس النظام في سوريا بشار الأسد لهذا المنصب "السنُي" الذي كان يشغله أحمد حسون المؤيد للنظام.

وحسب مصادر "المجلس الإسلامي السوري"، يأتي انتخاب المفتي للمحافظة على مكانة هذا المنصب الرمزية، على ما أكد المتحدث الرسمي باسم المجلس مطيع البطين.

وأضاف البطين في بيان، أنه كان لا بد من وقفة ضد إلغاء منصب "مفتي الجمهورية"، وهي الخطوة التي تستهدف هوية سوريا الدينية.

 



"إعادة الأمور إلى نصابها"

ويقول الكاتب والباحث السوري ماهر علوش، بالنسبة لـ"المجلس الإسلامي السوري"، يعتبر حسون من أركان السلطة ونظام الأسد، والمجلس لا يكترث لوجوده أصلا.

ويضيف في حديث لـ"عربي21" أن "النموذج الجديد والهوية الجديدة التي يسعى الأسد لتأسيس سوريا جديدة عليها، اقتضت إحداث تغيير جذري في بنية المؤسسة الدينية، وباعتبار أن منصب حسون ضمن خطة التغيير تمت إزالته من البنية لا أكثر ولا أقل".

وتابع علوش، أن منصب "المفتي" على أهمية تاريخية كبيرة، وقد تم الاستيلاء عليه من قبل السلطة، ولا شك أن "المجلس الإسلامي السوري" وهو المرجعية الإسلامية العليا في سوريا، يهتم لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح متى سنحت الفرصة لذلك.

وعن توقيت الخطوة، قال الباحث: "أعتقد أن "المجلس الإسلامي السوري" رأى في الخطوة تغييرا لهوية المجتمع السوري، وهو ما أثار الخوف لديه ودفعه لاتخاذ إجراء عاجل وسريع تجاه الحدث".

وفي السياق ذاته، وصف المدير التنفيذي لمركز "فكر للدراسات والتطوير" الدكتور غياث دك، انتخاب المفتي الجديد، بـ"الخطوة الجيدة والموفقة".

وقال لـ"عربي21": "لا يُنظر إلى الخطوة على أنها رد فعل على إلغاء النظام لمنصب المفتي، وإنما المحافظة على أهمية بقاء هذا المنصب الذي اغتصبه النظام".

وأوضح دك، أن المفتي في سوريا كان ينتخب من قبل علماء البلاد، حتى استولى آل الأسد على السلطة، ليتم تعيين المفتي بمرسوم من رأس الهرم.

وتابع بأن الحاجة باتت أكبر لإبقاء المفتي، وخصوصا أن هناك العديد من الأهداف لدى النظام من وراء إلغاء منصب المفتي.


ملء الفراغ

بدوره، رحب الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد بالخطوة التي أقدم عليها المجلس، معتبرا خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "انتخاب الرفاعي، كان أمرا ضروريا لملء الفراغ، الذي تسبب به قرار الأسد".

وقال السعيد؛ إن "اختيار الشيخ أسامة الرفاعي المنحدر من عائلة دمشقية متدينة ولها سمعتها في سوريا، يقطع الطريق على محاولات النظام الرامية إلى تغيير هوية سوريا الدينية، والعبث بالمشهد الديني".

ويعتبر الشيخ أسامة الرفاعي من أبرز العلماء الذين أعلنوا عن تأييد الثورة السورية، واضطره ذلك إلى مغادرة دمشق والاستقرار في تركيا، وفي العام 2014 تسلم الرفاعي "المجلس الإسلامي السوري" بعد تشكيله.

يذكر أن رئيس النظام السوري بشار الأسد كان قد ألغى منصب "مفتي الجمهورية" مقابل تعزيز صلاحيات "المجلس العلمي الفقهي" الذي يضم أعضاء عن كل الطوائف في سوريا.