راية فلسطينية واحدة وقبضة فلسطينية واحدة في القدس تربك جيش الاحتلال وتُفزع مستوطنيه. بدت الصورة من أحياء القدس رغم الأعداد الضخمة للمستوطنين ومخابرات الاحتلال
قبل أيام عقد اتحاد الجاليات الفلسطينية في أوروبا مؤتمره الخامس في دمشق. الضيوف والمقيمون تحدثوا كممثلين عن الشتات الفلسطيني في أوربا وممثلو بعض الفصائل تحدثوا باسم الشعب الفلسطيني، الذي يقدم الولاء "لسوريا جيشاً وشعباً وقيادة"
ضحايا المشروع الاستعماري الصهيوني، توارثوا جيلاً بعد جيل الفاجعة، يحملونها في حياتهم اليومية بمختلف التفاصيل التي ترمز لوجودهم في مخيمات اللجوء وفي مدن وقرى هجروا إليها داخل وطنهم وخارجه، ومحاولة الاستيلاء على كل ما يشير لوجودهم..
تبقى "التهنئة العربية" لكيان الاحتلال لقيامه بفعل المجازر والتطهير العرقي، وممارسة سياسة الأبارتهيد ضد أصحاب الأرض، سمة من سمات تسطيح العقل العربي وتبسيط عملية الانهيار الرسمي العربي، لكن لن يكون بمقدورها الحيلولة دون إفراز المجتمع العربي والفلسطيني لعناصر وشروط المواجهة القائمة والقادمة
مجزرة حي التضامن تعيد تذكير السوريين والعرب والعالم بوحشية نظام الأسد، وباستحالة القفز عن الجرائم من خلال التطبيع معه ومسح دم الضحايا دون تقديم النظام للمحاسبة ومنح العدالة والحرية والكرامة للسوريين
أفصح الشعب الفلسطيني في كل مواجهة ضد سياسات الاحتلال، عن صراحته المعهودة وإصراره على إفشال مخططات العدوان، وعن استعداده لتقديم الغالي والنفيس لهذا الغرض..
كانت المعركة في جنين أو تل أبيب وبئر السبع والقدس والنقب وغزة، قد برهنت على ما لا يحتاج إلى برهان، أن معركة ونضال الشعب الفلسطيني هي ضد عدو استعماري استيطاني، لا يمكن لكل عمليات تزوير وتشويه الحقائق على الأرض أن تغيرها..
الرسائل المصرية بالاتجاه الفلسطيني غير بعيدة عن العناوين الأردنية، وفي الاتجاهين تستند النصوص والرسائل العربية في الملف الفلسطيني للرؤية الأمنية الإسرائيلية، حتى لو تزينت بعبارات الحفاظ على فرص السلام غير الموجود بالأساس..
في الوقت الذي تحاصر فيه المؤسسة الصهيونية الوجود العربي في أحياء القدس ومناطق الجليل والمثلث، وتخوض حرب اجتثاث للفلسطينيين في النقب، تأتي الأخبار بنجاح حكومة إسرائيل بزعامة نفتالي بينت بعقد قمة سداسية تجمعه مع أربعة وزراء خارجية عرب، برعاية وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن
سقوط الذرائع العربية بمحاصرة الدور الإيراني في سوريا، أو الوقوف خلف الشعب السوري ودعم معاناته، مع التطبيل الرسمي للرواية الصهيونية في بعض إعلام التصهين وشن هجمة شرسة على ضحايا المشروع الصهيوني من الفلسطينيين، كشف كم الأباطيل التي يتستر خلفها حلف الاستبداد والتصهين..
قضايا سخرتها السياسة العربية لحماية أنظمتها دون القضايا الأساسية المرتبطة بمصالحها المباشرة لمواجهة المخاطر الحقيقية، وهزيمة المشروع الاستعماري الصهيوني ونصرة ضحاياه من العرب والمسلمين، وهو بطبيعة الحال مرتبط ببقية المصالح الغربية والأمريكية
هناك دروس غربية ودولية خلفها الغزو الروسي لأوكرانيا، ولإعادة ترتيب العالم مجدداً وفق المصالح القائمة على تقوية التحالف وتعزيز الأمن وبناء المصالح المشتركة، لكن المواقف العربية في كل مفصل تاريخي تبقى منتظرة أو مهللة لعضلات غيرها في السلاح والاقتصاد، لتضيع مجدداً فرصها في الاستثمار السليم للقوة
توفير إسناد حقيقي لقضية الشيخ جراح وكل قضية فلسطين يحتاج لجهود جبارة لتحويله لفعل يومي شعبي متراكم، وهي مهمة صعبة، لا يمكن أن يكتب لها النجاح تحت سلطة وأنظمة قائمة على محاربة وقتل كل ما يشير إلى الارتقاء بالإنسان وقضاياه
ثوابت السلطة الفلسطينية ترتكز بشكل أساسي ومُطلق على التنسيق الأمني، حسب مُقدسات الرئيس، وهي النافذة بكل الأحوال سواء قدم المجلس المركزي توصية أو كثرت المطالبات بتصحيح البوصلة الفلسطينية..
سيبقى فرحنا فردي، وحزننا جماعي، وقد بدت البلاد مهزومة في أنظمتها المتسلطة، والخراب سيظل محيطاً حتى يَبرق يوماً مشابهاً لآذار السوري، ويناير المصري، وفبراير التونسي، في لحظة مفاجئة من حيث لا يتوقع الطاغية والمحتل، وهي أيام أخبرنا التاريخ عن حتميتها المطلقة وعن تكرارها